صدق أو لا تصدق فجأة وبدون مقدمات تحولت شوارع المندرة بمحافظة الإسكندرية إلي « صفيحة قمامة كبيرة «، بالتزامن مع انجاز آخر لعشاق القبح وهو انتشار مياه الصرف الصحي بطول وعرض الشوارع، ويكتمل المشهد بلونها الأخضر الذي يزيد من وجع الروائح التي تزكم أنوف السكان.. لم تقتصر هذه المشاهد علي «المندرة» فقط، فقد امتدت لتغطي عددا كبيرا من شوارع الإسكندرية. وكما يصف محمد حسين 32 عاماً، أحد أهالي المندرة الصورة التي يراها، فقد حاصرت القمامة المنازل من كل جهة، ويقول :»تعبنا من كثرة الشكاوي».. ثم يسأل: هل يجب أن نضع كاميرا خلف كل مسئول لكي يتقي الله في عمله ويبدأ في حل مشاكلهم؟ ويضيف: تبدأ كل مشكلة بمجرد « ماسورة مكسورة» ولكن إهمال المسئولين هو من يصنع الخراب ويزيد من حجمها، فهذا شارع عمومي كان يخفف من أزمة المرور بالمنطقة، حتي النباتات بالحدائق ماتت بسبب المجاري.. ولا حياة لمن تنادي». بينما تشتكي سيدة عبد اللطيف، ربة منزل : « بدأت مشكلة صرف صحي صغيرة ولم يتحرك لها أي مسئول بل تركوها تكبر حتي أصبحت تهدد حياتنا بالموت اليوم، لدرجة أن الشوارع الجانبية بالمندرة والعصافرة وبعض الأزقة يحدث بها حوادث وقوع لأطفال داخل الأبيار والبلاعات وكذلك السيدات المسنات أيضاً «، وتشير إلي أن هذه المناطق كانت من أنظف أماكن مصر وكانت الأشجار تزينها، وتدهور حالها بحيث أصبحت تلال القمامة تحاصر كل منزل. ومن بين أهل المنطقة من يسخر من الأحوال ويقول لنا :»من طلب العلا.. غاص في مياه المجاري»، وهكذا يلخص لنا سيد بيومي، محاسب، المأساة التي يعيشونها ويقول : « الكارثة الأكبر ستظهر في الشتاء كما حدث الشتاء الماضي، فقد كنا نشاهد الأطفال يسبحون في هذه المياه الملوثة وكأنها بمثابة «حمام سباحة».