ثورتنا السلمية الرائعة التي قال عنها باراك أوباما رئيس أقوي دولة في العالم إنها ثورة ملهمة وتمني أن يكون الشباب الأمريكي مثل الشباب المصري من حيث الوعي والادراك والاخلاقيات.. هذه الثورة التي انطلقت يوم 52 يناير والتف حولها الشعب المصري بجميع طوائفه وفئاته.. أظهرت أجمل ما فينا من سلوك حضاري يعبر عن الانتماء لهذا الوطن العظيم.. أوضحت للعالم كله أننا عاشقون لتراب مصر متفانون من أجلها.. متكاتفون بكل صدق وحب للدفاع عنها والقضاء علي الفساد والمفسدين وتحقيق العدالة الاجتماعية. أثبتت الثورة المصرية أن ابناء هذا الشعب يستطيعون القيام بكل الأدوار اللازمة لإدارة الأزمة.. والحياه اليومية ايضا بكل ما فيها باخلاص ووعي وغيره علي مصلحة الوطن.. عشنا أياماً جميله من التكاتف والتنسيق والاحساس بالمسئولية وهو للاسف مالا نراه الان في بعض مظاهر الحياة في الشارع المصري.. فالكل يعاني من فوضي مرورية ليس سببها فقط حالة اللا مبالاة التي انتابت العديد من رجال المرور ولكن بسبب السلوك غير الحضاري لسائقي السيارات بجميع انواعها. أما حوادث السرقات بالإكراه والبلطجة والاعتداء علي الأموال فقد ساعد علي تفشيها الغياب الواضح للامن دون سبب مقنع حتي اصبحنا نعيش في حالة من الخوف والترقب مما دفع المجتمع مرة اخري لإيجاد بديل يوفر له الأمن فعادت اللجان الشعبية للحراسة والمساعدة في تنظيم المرور. أين مبادئ واخلاقيات الثورة وشهامة المصريين عندما يقوم مئات العمال بالاعتداء علي رئيس الشركة وترويعه وضربه حتي الموت!؟ وهل هذا الاجراء سيعيد حقوق العمال أو سيلبي مطالبهم؟ أي دافع يجعل البعض يقتحم المتاحف والأماكن الاثرية ويسرق تاريخ مصر؟ لماذا لا يوجد الأمن اللازم للحفاظ علي السجون ومنع المسجونين من الهرب والانطلاق للشوارع؟ إن حرية الانسان تتوقف عند حدودحرية الآخرين فمن حقي وحقك ان نعبر عن آرائنا ولكن دون ايذاء أو تعطيل لمصالح الاخرين. كم كنت أتمني أن تصبح مبادئ واخلاق ثورة 52 يناير هي الدستور الواضح للمرحلة الحالية والمقبلة دون ان تشوب هذه المبادئ أية شائبة ولعلها أمنية مازلت اتطلع اليها كغيري من عشاق هذا الوطن.