في أسبوع واحد تحولت العاصمة الروسية موسكو إلي قبلة لضيوفها الشرق أوسطيين. هم ضيوف علي طرفي نقيض لكنهم ذهبوا لمناقشة نفس الموضوعات تقريباً ولكل منهم مطالبه وتطلعاته في التنسيق مع روسيا. ويبدو انه في ظل انشغال واشنطن بحملاتها الانتخابية وسياسة الرئيس أوباما المنسحبة بوضوح من قضايا الشرق الأوسط تحولت قبلة أطراف منطقة الشرق الأوسط شرقاً نحو موسكو. فيوم الخميس الماضي توجه اليها قاسم سليماني قائد كتائب سرايا القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني لمقابلة كبار القيادات العسكرية والروسية ومناقشة قضايا تتضمن تسليم أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي (إس 300) التي ستسلمها موسكو لطهران وتعزيز التعاون العسكري عبر مناقشة طرق جديدة لتسليم أنظمة الصواريخ المشار إليها. وتذكر التغطيات الإعلامية أن سليماني يريد أيضاً مناقشة السبل التي يمكن لروسياوإيران بها مساعدة الحكومة السورية لاستعادة السيطرة الكاملة علي حلب. وفي غضون الأسبوع نفسه يتوجه أيضاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس (اليوم أو غدا ) للعاصمة الروسية لبحث تطوير العلاقات الثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتنسيق جهود التعامل مع أزمة تواجه العملية السياسية في الشرق الأوسط بعد توقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وقد تردد أن عباس سيبحث المبادرة الفرنسية الخاصة بعقد مؤتمر دولي حول الوضع في الشرق الأوسط مع القيادة الروسية، وذلك علي الرغم من الرفض الإسرائيلي المطلق لها. ومن الواضح ان الرئيس الفلسطيني يسعي أيضاً لمشاورة موسكو في خطوته التي يزمع اعلانها في الأممالمتحدة بطرح مشروع قرار إدانة المستوطنات علي التصويت في مجلس الأمن. بدوره يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الخميس القادم إلي موسكو للقاء مهم يجمعه مع الرئيس پوتين. لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي، وهو التعبير الدبلوماسي المستخدم للإشارة إلي طرح قضايا مثل الأوضاع في سوريا والعلاقات الروسية مع إيران والمفاوضات مع الفلسطينيين. تل أبيب تبدي اهتماماً كبيراً بالموقف الروسي الرسمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد. وفي الموضوع الإيراني قامت موسكو بتوريد الشحنة الأولي منصفقة الصواريخ الروسية إس 300 ومن كانت إسرائيل قد مارست ضغوطاً هائلة علي موسكو من أجل تعليق تنفيذ صفقة الأنظمة الروسية الدفاعية، وقد نجحت ضغوطها بشكل مؤقت لكن استئناف روسيا للصفقة مع إيران أيقظ مشاعر القلق لدي تل ابيب التي تروج دائماً لمخاوفها من وصول الأسلحة الروسية المتقدمة إلي أيدي «المنظمات الإرهابية» مثل حزب الله عبر إيران.. كما أن ملف التنسيق العسكري بين تل أبيب وموسكو أصبح يشكل معضلة بالنسبة للمؤسستين العسكرية والسياسية في إسرائيل، حيث إن إعلان الانسحاب الروسي من جانب، ومواصلة العمليات الروسية الجوية في سوريا من جانب آخر خلقت وضعا غامضاً فيما يتعلق بهذا التنسيق بما جعل المؤسسة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية غير قادرة علي تحديد ما إذا ما كان عليها الاستمرار في تنسيق العمليات مع الجانب الروسي الذي يفترض أنه أعلن انسحابه، بينما نريد أن تضمن سلامة وحرية تحليق مقاتلاتها في سماء سوريا، وتجد أن الأنشطة الروسية مازالت قائمة، لذا سيطلب نتانياهو من الرئيس الروسي معرفة مصير التنسيق العسكري بين الجانبين في سوريا. وتذكر صحيفة ها آرتس ان دوائر القرار الإسرائيلي مهتمة أيضاً بدور روسي قوي في مسألة تواجد القوات الأممية علي الحدود السورية الإسرائيلية للحيلولة دون وقوع مواجهات مباشرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي التنظيمات الإرهابية التي اقتربت في أحيان كثيرة من حدود إقليم الجولان الذي تحتله إسرائيل.