الدب الروسي اكتفى بطمأنة نتانياهو أعربت محافل سياسية وعسكرية في تل أبيب عن قلقها البالغ من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدةوروسيا في سوريا، وطلبت المحافل الإسرائيلية إيضاحات من حكومة موسكو حول المنطقة السورية التي يبدأ فيها تفعيل الاتفاق، إلا أنها لم تتلق رداً كافياً، ما حدا بها إلي التوجه للولايات المتحدة، التي طالبتها بأن يبدأ وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، وتحديداً في المنطقة المحاذية لهضبة الجولان، لكن واشنطن هي الأخري لم تمنح تل أبيب الرد المطلوب، إذ إن الإدارة الأمريكية بحسب تقارير نشرها موقع «دبكا» العبري، لا تعلم هي الأخري نوايا الدب الروسي، رغم الاتفاق معه علي وقف إطلاق النار. وتشير التقارير إلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، أجري اتصالاً هاتفياً قبل أيام بالرئيس الروسي ڤلاديمير پوتين، وطلب منه الوقوف علي استراتيجية وقف إطلاق النار في سوريا، لكن پوتين تجاهل الرد، واكتفي بالتأكيد علي أن بلاده ستتفرغ بعد أيام للاحتفال بإحياء الذكري ال 25 للعلاقات الروسية - الإسرائيلية؛ وأشار التقرير العبري إلي أن نتانياهو هو الآخر لا يثق فيمن يصفه ب»الثعلب الروسي الماكر»، لاسيما أن پوتين كان قد وعد إسرائيل بعدم السماح لقوات حزب الله بالمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا، لكنه نكص علي عقبيه، حينما شاركت فيالق من الحزب قوات الأسد النظامية في المعارك الدائرة، خاصة تلك التي دارت منذ فترة ليست بالقصيرة في الجنوب السوري. وتشير التقارير العبرية إلي أن تراجع پوتين عن وعوده المتعلقة بحزب الله، هو ذاته مبعث القلق الإسرائيلي بعد قرار وقف إطلاق النار في سوريا، إذ لا تستبعد تقديرات تل أبيب اختراق حزب الله وقوات الجيش السوري إلي جانب قوات إيرانية أخري وقف إطلاق النار، وتتقدم باتجاه خطوط التماس السورية الإسرائيلية عند هضبة الجولان؛ فرغم أن قيادة الجبهة الشمالية في إسرائيل، أجرت تدريبات ومناورات عسكرية غير مسبوقة خلال الآونة الأخيرة، استعداداً لأي حراك عسكري من الجبهة السورية، إلا أنها تتحسب من إمكانية الاشتباك مع الجبهة السورية في ظل القيود التي تفرضها روسيا علي ساحة القتال السورية. رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يكن أول من أجري اتصالات حثيثة بالروس للوقوف علي آليات قرار وقف إطلاق النار في سوريا، وإنما سبق اتصاله بالرئيس پوتين في الرابع والعشرين من فبراير، زيارات واتصالات إسرائيلية مماثلة بموسكو، كان آخرها في الثامن عشر من الشهر ذاته، حينما استقل مدير عام الخارجية الإسرائيلية البروفيسور دوري جولد طائرة من ميناء بن جوريون الجوي إلي موسكو، وكان سبب الزيارة الوحيد هو الالتقاء بالروس، وإقناعهم بالخطر الذي قد يترتب علي خرق قرار وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، سواء من خلال قوات الجيش النظامي، أو القوات الداعمة لها من حزب الله او إيران؛ ورغم إسهاب المسئول الإسرائيلي في شرح ما وصفه بالمخاطر، إلا أن المسئولين الروس استمعوا له بأدب وذوق رفيع، بحسب تعبير موقع «دبكا» العبري، لكنهم في الوقت نفسه، لم يعطوه إجابة شافية تثلج قلب تل أبيب، واكتفوا بردود أقرب للردود الدبلوماسية، التي يستحيل الحصول منها علي معلومة واضحة. وخلال الاتصال الهاتفي الذي جري بين نتانياهو وپوتين، اكتفي الأخير بما وصفه التقرير العبري ب»طمأنة نتانياهو»، حينما أكد أنه يعتزم عقد لقاء علي أعلي مستوي بين موسكو وتل أبيب؛ لكن معدي تقرير الموقع العبري تساءلوا: هل يكفي حديث پوتين عن اللقاء المرتقب لطمأنة إسرائيل، وسط حالة القلق التي يعيشها الجيش الاسرائيلي، ومؤسسات الدولة العبرية السياسية والعسكرية؟