احد الاشخاص يخضع لاختبار البشعة مازالت بعض قبائل سيناء تستخدم طريقة «البشعة» القديمة لحل القضايا وإنهاء المشاكل، وكشف ما في الصدور وتفضح اللصوص والكاذبين، ولا يتحمل واحد منهم أن يتحمل ان يضع لسانه علي المعدن الملتهب، في حين تكون برداً وسلاماً علي الصادقين الصالحين الذين لا تشو بهم شائبة، وواصلت هذه الطريقة دورها في انهاء المشاكل ومحو الاحقاد في المجتمع الصحراوي. آخر تلك الحكايات، عندما اتهم أحد المواطنين في سيناء 4 اشخاص بسرقة كمية كبيرة من الذهب عيار 24 قيمتها بنحو 200 الف جنيه وكان من بين المتهمين فتاة لا يتجاوز عمرها عن 14 عاماً أربعة عشر عاماً. ولجأ المتهمون إلي البشعة لإثبات براءتهم وحاول «المبشع» قبل إعداد طقوس لحس البشعة عقد جلسة صلح بين الطرفين المتهمين والمجني عليه في محاولة لانتزاع الاعتراف بالسرقة ورد الذهب المسروق بدلاً من لحس النار، ولكن المتهمين اصروا علي أنه لا علاقة لهم بالسرقة وابدوا رغبتهم في لحس البشعة لإثبات براءتهم وكان أول من أقدم علي لحس البشعة هي الفتاة ثم تقدم بعدها الرجال واحدا تلو الآخر وجاءت النتيجة براءة الفتاة ولكن الطاسة أو البشعة اصابت لسان أحدهم وظهرت الحروق علي لسانه ووجه إليه المبشع الادانة فقام المتهم واعترف بالسرقة وارشد عن مكان الذهب المسروق وباعتراف المتهم فقد اطفأ نار الانتقام والفتنة بين العائلات التي اتهمت بالسرقة. وعلي الجانب الآخر يؤكد الشيخ محمد الصادق ماجستير في الشريعة الاسلامية أن ذلك مخالف للشرع ولا يقره الاسلام والأصل في الأحكام قول الرسول «صلي الله عليه وسلم» البينة علي من ادعي واليمين علي من أنكر والشرع لا يعترف بأعمال البشعة، وهو ما يرد عليه الشيخ يحيي محمد الغول القاضي العرفي بشمال سيناء ويقول إن البشعة تستخدم للترهيب فقط كي ننتزع اعتراف من الجاني وهي ليست نصوصاً موضوعة في قواعد القضاء العرفي وإنما تعتمد علي فراسة القاضي والتي تحكم هذا الاختيار عند طلب الأطراف المتنازعة، ويشير إلي أن اللص يعتمد في حالات عديدة علي جراءته في الإقدام علي البشعة كي يلحسها وهنا يكون بريئا ويقتنع المجني عليه بذلك لكن القاضي المحنك والخبير يمكن أن يرفض لمصلحة المجني عليه بحثا عن الحقيقة، كما أنه يتم اللجوء إلي البشعة حتي لا تضيع معالم القضية المعروضة علي القضاء العرفي من أجل تفادي ضياع الحقوق خاصة في القضايا التي يوجد فيها عدد كبير من المتهمين، وقد يوجد بينهم الجريء الذي لا يهمه عقابه حلف اليمين وهو كاذب. ويبقي تفسير الدكتور محمد سعيد لطفي دكتوراه في الطب جامعة عين شمس كما يحدث في «البشعة» ويقول إن الشخص الواثق من نفسه لا تفرز الغدد لديه مادة الادرينالين وبالتالي يكون اللسان رطباً ولا تظهر عليه أثار الحروق اما الشخص الخائف أو المضطرب فتفرز غدده هذه المادة فيجف حلقه بالتالي تظهر عليه آثار النار عقب لحسه البشعة والظاهرة تشبه كثيراً جهاز الكشف عن الكذب الذي يستخدم العامل النفسي ويستطيع الكثيرون التحايل عليه بالتدريب المستمر وكذلك الأمر في البشعة.