تمكن ثوار ليبيون من صد هجوم قوات موالية لنظام معمر القذافي قرب بلدة مصراتة وأسقطوا طائرة عسكرية فيما تستعد المعارضة التي سيطرت علي شرق ليبيا وعدد من مدن الغرب لمسيرة الي طرابلس حيث يواصل القذافي تجاهله للضغوط الدولية ويقلل من اهمية العصيان الدموي الذي يهز نظامه. وفي اليوم الرابع عشر من تمرد لا سابق له تحول الي عصيان، لم يعد القذافي والقوات الموالية له يسيطرون سوي علي طرابلس ومنطقتها. وفي محاولة لإنقاذ نفسه حاول القذافي رشوة الشعب الليبي لاستمالة من تبقي من أتباعه، وذلك من خلال رسالة نصية أرسلت لجميع الهواتف المحمولة في ليبيا تفيد بأن عملية صرف 500 دينار (400 دولار) لكل عائلة ليبية تقف إلي جواره ستكون مستمرة طوال الأيام المقبلة. وشهدت طرابلس تزاحما خارج معظم البنوك في العاصمة للحصول علي هذه المنحة. وقال شاهد عيان في مصراتة لوكالة رويترز انه تم اسقاط طائرة صباح امس أثناء اطلاقها النيران علي محطة اذاعية محلية واحتجز المحتجون طاقمها. وأضاف ان "القتال للسيطرة علي قاعدة عسكرية قرب المدينة بدأ امس الاول وما زال مستمرا مشيرا الي أن قوات القذافي تسيطر فقط علي جزء صغير من القاعدة بينما يسيطر المحتجون علي جزء كبير من هذه القاعدة حيث توجد الذخيرة.وفي مدينة الزاوية، يستعد ثوار مسلحون لمواجهة هجوم مضاد من قبل قوات القذافي.وقال الثوار في الزاوية ان نحو 2000 جندي من الموالين للقذافي يحاصرون البلدة ويستعدون للهجوم عليها. واعلن زعيم معارض ان تسع مدن في غرب البلاد تحررت منذ ايام ورحلت منها قوات القذافي وتدير كل منها الآن لجنة ثورية مضيفا ان هذه المدن تعد لمسيرة لتحرير طرابلس. وتوقع محللون ان يستولي الثوار علي العاصمة الليبية في نهاية المطاف وأن يقتلوا او يعتقلوا القذافي لكنهم أضافوا انه يملك قوة نيران تمكنه من احداث فوضي او اشعال حرب اهلية وهو ما هدد به هو وأبناؤه. ووضع علي موقع يوتيوب شريط فيديو يظهر فيه سيف الاسلام القذافي يحمل رشاشا ويلقي خطابا امام انصار والده. وقال في التسجيل الذي لا يمكن تحديد تاريخه "الناس يقولون ان الشرطة فرت وانضمت الي مثيري الشغب واليوم نبين لهم ان الشرطة تقف مع ليبيا".وأصدرت شبكة علماء ليبيا الاحرار بيانا دعت فيه للإطاحة بالقذافي كما وافقت علي تشكيل "حكومة مؤقتة" اعلن عنها قبل يومين. وما زال من الصعب تقدير حصيلة ضحايا اعمال العنف. فقد تحدث السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون عن سقوط ألف قتيل. وفي بنغازي وحدها نقل الصليب الاحمر الدولي عن اطباء قولهم ان هناك 256 قتيلا والفي جريح في المدينة.وقال متطوع متخصص في مجال الصحة العامة ان شرق ليبيا الذي يسيطر عليه المحتجون سيشهد نقصا حادا في الغذاء والمستلزمات الطبية في غضون ثلاثة اسابيع. وفي باريس اعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون ان طائرتين تنقلان مساعدات انسانية وطواقم طبية ستتوجهان "خلال ساعات" الي بنغازي . ومن جهة اخري اعلن مسئول في شركة الخليج العربي للنفط الليبية ان شحن النفط المتوقف منذ 19 فبراير علي وشك ان يستأنف. ومن جانبها اعلنت الشركة الوطنية الصينية للنفط انها علقت انتاجها في ليبيا واجلت جميع موظفيها. وقالت مالطا انها رفضت طلبا من ليبيا باعادة طائرتين حربيتين فر بهما طياران منشقان علي القذافي.