الي النائب البرلماني الذي طالب بارتداء النائبات والنواب الملابس المحتشمة، ولأن الحشمة كما نعلم تختلف مقاييسها من إنسان لإنسان ومن بيئة إلي بيئة، لم يكشف لنا معايير الحشمة التي يقصدها، خاصة أننا لم نر في الجلسة الإجرائية للمجلس نائبة أو نائبا خرجا في ملبسهما عن الاحتشام، وبئس من يقيس الاحتشام في الملبس ولا يراه في العقل، وبهذه المناسبة فأنا مضطر أن أحدثكم عن بنت جويلي البالغة من العمر 24 عاما لكن عقلها يزن بلد ! نجوي جويلي أصغر وأول برلمانية من جذور مصرية وعربية في البرلمان الأسباني، والدها صديقي المصري الأصيل ابن النوبة العبقري أحمد جويلي الذي خرج من مصر عام 1990 لتعلم الإخراج السينمائي في إسبانيا وهو لا يملك من الدنيا سوي عقله وإرادته وإصراره علي أن يكون علامة بارزة متحديا كل الظروف الصعبة التي اضطرته للعمل في مهن كثيرة للإنفاق علي دراسته، مشوار حياته من الممكن أن يصنع فيلما دراميا يبرز عشقه لمصر وما فعله من أجلها في الغربة، رحلة من الصفر حتي أصبح واحدا من ثلاثة يمتلكون ثاني شركة سياحة في أوروبا تنتشر مكاتبها في جميع أنحاء العالم. نجوي جويلي تحمل الجنسية الإسبانية لولادتها في مدريد، لكنها في الوقت نفسه تحمل الجينات المصرية عن والدها، جاءت من إسبانيا برفقة والدها لتشارك في ثورة 25 يناير بميدان التحرير، وكنست وزينت الميدان مثلها مثل كل شباب الثورة الطاهر قبل أن تعود إلي إسبانيا مرة أخري لأنها رغم صغر سنها تمارس السياسة في إسبانيا من خلال مشاركتها في تأسيس حزب «بوديموس» الذي يعني بالعربية «نحن قادرون»، وهو حزب أغلبه من الشباب تتولي فيه مسئولية تفعيل الحزب في كافة وسائل التواصل الاجتماعي، وكافة أجهزة الإعلام لتبسط رسالته السياسية وجذب أعضاء جدد وتوضيح مواقفه تجاه القضايا المثارة بما تكتبه من تقارير ومقالات برعت فيها بسبب دراستها لعلم النفس ودراستها للإعلام المجتمعي الذي أتاح لها حرفية التواصل ومخاطبة كافة الفئات المستهدفة في خطط وبرامج الحزب، وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت نهاية ديسمبر الماضي في إسبانيا فازت نجوي جويلي بأعلي الأصوات لتصبح أول وأصغر إسبانية من جذور مصرية عضوا بالبرلمان الإسباني العريق، وجاء حزبها في المركز الثالث بعد حصوله علي 42 مقعدا كلها فاز بها الشباب، وفوزها بأعلي الأصوات أتاح لها رئاسة أولي جلسات المجلس وفقا للائحة، وأشرفت في هذه الجلسة علي إجراءات انتخاب رئيس المجلس. نجوي بنت جويلي البالغة من العمر 24 عاما رأيتها بصحبة والدها في القاهرة اثناء ثورة 25 يناير ترتدي كوتش وتيشيرت وبنطال جينز، ربما لو كان رآها النائب بتاع الاحتشام وقتها لطالب بترحيلها من مصر واتهمها بالسفور، بنت جويلي البالغة من العمر 24 عاما ترأست جلسة البرلمان الإسباني لأنها صاحبة أعلي الأصوات التي نالتها من الشعب بينما لدينا يترأس الجلسة الإجرائية للبرلمان أكبر الأعضاء سنا، ويترأس لجنة الشباب جدو البالغ من العمر 70 عاما و6 شهور منحه الله الصحة وطول العمر، هذا هو الفارق ما بين برلمان وبرلمان آخر! الله يحفظك يا بنت جويلي، من حقي أن افتخر ببنت صديقي لأنها في منزلة بنتي، وأرجو أن يدعوها البرلمان المصري لزيارته ويكرمها كأول وأصغر برلمانية إسبانية من جذور مصرية.