باتت الفضائيات خطرا علي المواطن والمجتمع ، فمن برامج تافهة إلي خرافات الجن والعفاريت وترك الحبل علي الغارب لممثلات يناقشن بتبجح امورا وموضوعات خادشة للحياء ثم اقتحام الحياة الخاصة والاساءة إلي اسر وعائلات مثلما حدث مع تلك الفتاة التي استجارت من الرمضاء بالنار حين لجأت إلي قناة فضائية لتساعدها في الحصول علي حقها من ذئب استباح كرامتها في الشارع فاذا بها تتحول إلي متهمة بالمجون والخلاعة وهي التي ظنت خيرا فيمن لجأت اليهم فاذا بهم ذئاب يلبسون فراء الخراف، اضف إلي ذلك سكب البنزين علي النار في حوادث وقضايا مشاكل المصريين في الخارج ثم تأتي الطامة الكبري اذا وقع حادث أو انهار جسر او عقار او وقعت كارثة بفعل الطبيعة كالزلازل والامطار الغزيرة فتتحول الفضائيات إلي سهام مسمومة وسياط تلهب ظهور المسئولين كبيرهم وصغيرهم ليتخذ مقدمو البرامج ومن يستخدمونهم من المأساة اداة لارهابهم ! ولكي نكون واقعيين ومنصفين تعالوا نناقش الامر بجدية وهدوء، كم عاما مضي علي عمل الفضائيات في مصر وكم انجازا تحقق منذ بداية انطلاقها؟ لقد ناقشت الفضائيات وتعرضت للكثير من الامور في حياتنا، تعرضت للعشوائيات والقمامة والفساد والتحرش فهل تغير شيء؟ الاجابة لا. لماذا؟ لان الهدف لم يكن الاصلاح ابدا وانما كان الربح المادي فقط، تعرضت للحياة السياسية فهل حدث نضج فكري وهل لمسنا وعيا جماهيريا؟ انها زادت الطين بلة، فما من حزب الا وهدمته وما من رمز الا وتحطم وتشوهت صورته بفضل ألسنة الخصوم وعندما بدأت الاذاعة المصرية قديما عملها كان هدفها واضحا وهو بناء الانسان وقد نجحت في ذلك بامتياز أما الان فالموازين مختلة والامور مقلوبة ولا ضابط ولا رابط يكبح جماح وجنون الرسالة الاعلامية. يا سادة، اذا اردنا نهضة حقيقية واعلاما بناء يشحذ الهمم وينهض بمسيرة التنوير والتثقيف فعلينا ان نضع القوانين والضوابط التي تحكم اخطر اسلحة العصر وهو الاعلام مسموعا كان او مقروءا او مرئيا وليذهب الباحثون عن الربح المادي والثراء الفاحش علي حساب الامة إلي الجحيم. ولنضع نصب اعيننا دائما الحكمة التي تقول: (عدو عاقل خير من صديق أحمق).