ندوة توعوية للشباب حول "خطورة الإدمان" بمحكمة كفرالشيخ الابتدائية    خطة شاملة لرفع كفاءة وتمهيد الطرق بقرى بلطيم في كفر الشيخ    وزير الخارجية: حماس ملتزمة بالاتفاقية وما يحدث من تجاوزات سبب تعطل الاتفاق (فيديو)    باولو فونسيكا: مررنا بوقت عصيب عند مواجهة محمد صلاح    الأمين يدعم منتخب الكراسي بعد الخسارة من بطل العالم ويطالبهم بالتعويض في مواجهة الهند    نجل ترامب وروبرت كينيدي يحذران من دخول أمريكا حرب مع روسيا بسبب بايدن وهاريس    المؤبد لبائع ملابس وسيدة يتاجران في الهيروين بكفرالشيخ    جيران عقار الورديان المنهار: "سمعنا صوت هبدة.. وإحنا كمان بيوتنا هتقع"- فيديو وصور    «الأرصاد»: طقس شديد الحرارة على القاهرة الكبرى غدا والعظمى 36 درجة    منحة 750 جنيها للعاملين بالسكة الحديد والمترو بمناسبة العام الدراسي الجديد    "الأعلى للآثار": اتفاقية التعاون مع السفارة الأمريكية تشمل توثيق القطع الأثرية في المتاحف    مهرجان الغردقة لسينما الشباب يكرم المنتج هشام عبدالخالق    قبل ساعات من طرحه بالسينمات.. التفاصيل الكاملة لفيلم «عنب»    8 عمليات تجميلية نادرة لأطفال سوهاج بالتعاون مع جامعة مانشستر البريطانية    لدعم مبادرة بداية، 150 قافلة توعوية من البحوث الإسلامية تجوب محافظات الجمهورية    جامعة النيل تكشف عن أسباب اختيار الطلاب كلية «التكنولوجيا الحيوية»    جامعة المنصورة تعلن انضمام 60 عالمًا لقائمة «ستانفورد» للأكثر تأثيرًا بالعالم    السجن 10 سنوات ل5 متهمين بخطف فني خدمات طبية منتحلين صفة رجال شرطة    تأييد معاقبة عامل بالسجن المشدد 7 سنوات بتهمة القتل الخطأ بالمنيا    محافظ البحيرة تشهد انطلاق برنامج «ستارز» بمجمع دمنهور الثقافي لتعزيز مهارات الشباب    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وموناكو في دوري أبطال أوروبا.. والموعد    «بلاش عياط وذاكر تنجح».. شوبير ينتقد المعترضين على حكم مباراة الأهلي والزمالك    بلينكن: ندعم جهود مصر لإصلاح اقتصادها ليكون أكثر تنافسية وديناميكية    مفاجأة سارة في قائمة باريس لمواجهة جيرونا    "طلب زيارة أسرة المتوفي ولم يتعمد الإيذاء بالتواجد في التدريبات".. الرسالة الأولى لفتوح بعد أزمته    فان دايك يكشف سر فوز ليفربول على ميلان    شقق سكن لكل المصريين.. طرح جديد خلال أيام في 6 أكتوبر- صور    «العمل» تُعلن عن 950 وظيفة للشباب بالقاهرة    صلاح الدين التيجاني بعد اتهامه بفعل فاضح: حملة مدفوعة الأجر.. وسأقاضي كل من نشر عني    ماسك يتوقع مستقبلا قاتما للولايات المتحدة إن خسر ترامب الانتخابات    استشهاد 10 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء فى قصف إسرائيلى على مدينتى غزة ورفح    العاهل الأردني يوافق على تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة جعفر حسان    «اللافتة نادي صحي والنشاط كارثي».. ماذا حدث في المنتزه؟    مستخدمو آيفون ينتقدون تحديث iOS 18: تصميم جديد يُثير الاستياء| فيديو    محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يطلقان المرحلة الرابعة من مبادرة "صنايعية مصر"    البحوث الإسلامية: ندعم مبادرة "بداية" ونشارك فيها ب 7 محاور رئيسية    الخير مستمر.. عضو التحالف الوطني «الأورمان» توزع 72 سماعة طبية على ذوي الهمم بسوهاج    الجدي حكيم بطبعه والدلو عبقري.. تعرف على الأبراج الأكثر ذكاءً    صلاح عبد الله يكشف سر سقوطه ووعكته الصحية    ما حكم بيع المشغولات الذهبية والفضية بالتقسيط بزيادة على السعر الأصلى؟    سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.. موضوع خطبة الجمعة القادمة    «السياحة» تنظم زيارة للمواقع الأثرية لمدوني سفر ومؤثرين بالهند    قوافل طبية وبيطرية لجامعة الوادي الجديد ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    ينتشر بسرعة.. هل تتشابه أعراض متحور كورونا XEC مع السلالات القديمة؟    الصحة والتعليم والتأمين الصحى بالدقهلية تبحث استعدادات العام الدراسى الجديد.. صور    أطعمة ومشروبات تعزز حرق الدهون وتسرع من إنقاص الوزن    هل يجوز إخراج زكاة المال للأهل؟.. أيمن الفتوى يجيب    عرض لفرقة أسوان للفنون الشعبية ضمن فعاليات مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في هذا الموعد    إطلاق مبادرة لتخفيض أسعار البيض وطرحه ب150 جنيهًا في منافذ التموين والزراعة    سول: سنردع استفزازات كوريا الشمالية بناء على قدراتنا والتحالف مع الولايات المتحدة    بلاغ للنائب العام ضد التيجاني لتأسيسه جماعة دينية تنشر المذهب الشيعي    جهز حاسبك.. أنت مدعو إلى جولة افتراضية في متاحف مكتبة الإسكندرية    «النقل»: توريد 977 عربة سكة حديد مكيفة وتهوية ديناميكية من المجر    تفاصيل مقتل وإصابة 9 جنود إسرائيليين فى انفجار ضخم جنوبى قطاع غزة    نادي الأسير الفلسطيني: حملة اعتقالات وعمليات تحقيق ميداني واسعة تطال 40 مواطنا من الضفة    دعاء خسوف القمر اليوم.. أدعية مستحبة رددها كثيرًا    انتظار باقي الغرامة.. محامي عبدالله السعيد يكشف آخر المستجدات في قضية الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى العطرة لمولد خير البرية
نشر في اليوم السابع يوم 15 - 09 - 2024

عندما نتجمع حول مائدة الذكر والسيرة العطرة وطرب الإنشاد الديني الذي يثلج الوجدان وحلاوة الثناء على صفات النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن ما يمارس من تبعات حول هذا الاحتفاء بذكرى خير البرية من صلاة وصيام وقيام يدل دلالة قاطعة على ما يكنه كل مؤمن بالله من محبة بالغة لسيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا ما نرصده في ذكرى مولد نبينا الذي أتى رحمة للعالمين.
ونود الإشارة إلى أن الاحتفال بالذكرى العطرة لها من الضوابط ما يجعلنا ننال به الأجر والمثوبة، ونتجنب ما قد يجعلنا ندور حول الحمى؛ إذ ينبغي أن تخلص القلوب وفق ما شرعته العقيدة؛ فيصبح تجمعنا في ذكراه الكريمة رحمة ومغفرة سواءً أكان في المسجد أو في ساحات عامة أو في أماكن لا تعيق أمور الناس ولا تقيد حركتهم ولا تضير بمصالحهم؛ فرسالته صلى الله عليه وسلم سامية دعوتها للإصلاح والصلاح المتلازمين.
إن الأفئدة تتقد بذكرى نبينا صلى الله عليه وسلم فمحبته وتعظيمه من الأمور التي حض عليها الشرع الحنيف، كيف لا وقد ورد أصل ذلك في كتاب الله العزيز حيث قال جل في علاه (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آل عمران: 31، ونص الآية الكريمة صريح بوجوبية محبته عليه أفضل الصلاة والسلام، وتلك والله مرتبة عالية ودرجة من الإيمان تؤكد صدق الاتباع، ومن ثم فهي من مسببات غفران الذنوب والفوز بالجنان.
وذكرى مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام يؤصل لمراجعة الخلق الكريم والاقتداء بنهجه النوراني في أقواله وأفعاله التي ستظل نبراسًا نهتدي به؛ فمحمد ابن عبد الله لم ينطق عن الهوى؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ فيما يبلغه عن الله، قال تعالى (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) النجم: 3، 4، وهذا دلالة على المقام الرفيع لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكرى المولد خير البرية فرصة عظيمة تشحذ من خلالها الطاقات وتعلو الهمم تجاه ممارسة سنته العطرة؛ فنرى ملامح الهدى والنور في سلوكيات الصوم والذكر وقراءة القرآن وصور وبديع الإنشاد الذي يبعث البهجة في القلوب، وفي المقابل يحذر من اقتراب السلوكيات غير القويمة.
ونوقن بأن الاحتفال بمولد الرسول العظيم يؤكده اتباع سنته والسير على هداه والتحلي بأخلاقه الكريمة في شتى مظاهر الحياة وكافة المعاملات والتعاملات بين الناس ومعهم؛ فدعوته سمحاء تؤكد على السلم والسلام وتبغض شتى صور الظلم والجور والطغيان، كما أن شجاعته صلى الله عليه وسلم تؤكد على الحق والتمسك به والتعاون والتشارك في دحر الباطل وأهله.
إننا نحرص على إحياء سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام من كان خلقه القرآن؛ فالرحمة والرأفة والكرم من طيب خصاله؛ فقد بعث ليتمم مكارم الأخلاق التي بها تعيش المجتمعات في محبة ووئام وتعمل على الإعمار وتتخلى عن عبودية المال والنفس وتتحلى برفيع الأخلاق التي ترفع من قدر الإنسانية لتربو عما سواها من شهوات وغرائز مهلكة في الدارين.
ومكانة المصطفى عليه الصلاة والسلام محفوظة بالقلوب ولها قدر عظيم في النفس وحبه أكثر من الولد والأهل والمال مقدم دون جدال، وتلك المحبة مقترنة باتباع سنته الزكية، ولنا في صحبه الكرام الأسوة؛ فقد كانوا رضوان الله عليهم متفانين في حبه وهذا ثابت من سيرة النبي العطرة، ويؤكد في وجداننا ما يتوجب علينا فعله من صالح وطيب الأعمال التي ننال بها رضا المولى عز وجل، وشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم.
و يُعد احتفال الأمة الإسلامية بالذكرة العطرة لميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فرصة للتأمل في القيم والتعاليم التي أرساها نبينا الكريم، حيث تتجلي رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أعدائه قبل أصحابه على حد سواء مما يعلمنا التسامح ونشر الحب بين الناس فكان علي أفضل الصلاة والسلام نموذجًا لمكارم الأخلاق، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وتُعد ذكرى ميلاده العطرة فرصةً لتجديد العهد على اتباع سنته والتمسك بقيمه؛ فلنجعل من هذه الذكرى دافعًا للعمل بشكل أفضل في حياتنا وتربية أبناءنا والأجيال القادمة على القيم النبيلة؛ لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وإنسانية، يعكس تعاليم نبينا وتعاليم ديننا الحنيف.
وفي النهاية؛ لنكثر من الصلاة على النبي الكريم صلي الله عليه وسلم في صلواتنا وأدعيتنا وفي كل وقتا وحين؛ فهي عبادة عظيمة تعكس محبتنا للنبي وتعزز علاقتنا بالله عز وجل؛ فاللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللَّهمَّ أحينا على سُنته، وأمتنا على سُنته، واحشرنا في زُمرته، وارزُقنا شَفاعته، وأوردنا حوضه، واسقنا من كأسه شربة لا نَظمأُ بعدها أبداً، غير خزايا ولا نادمين، ولا فاتنين ولا مَفتونين، اللّهم متعنا برؤية وجهِه الكريم في الدُّنيا والآخرة، وأكرِمنا بمُصاحبتِه وآله وصحبه في أعلى عِلِّيين، وصلي اللهم عليه وعلى جميع النبيين والمرسلين وسلّم تَسليماً كثيراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.