لعل أجمل الأشياء التي أفرزتها الانتفاضة الشعبية الشبابية في 25 يناير 2011 هو ظهور وجوه تبث الأمل، وتمنح الثقة في المستقبل. أهم تلك الوجوه كانت : السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية . والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء ، والدكتور حسام بدراوي أمين الحزب الوطني وأمين لجنة السياسات، والدكتور محمد عبداللاه أمين الإعلام بالحزب الوطني. فالسيد عمر سليمان رجل قوي ، صاحب تاريخ مشرف، ورؤية سياسية عميقة، وشخصية لها مصداقية لدي الشعب المصري. وقد أحدثت الحوارات السريعة، الجادة التي أجراها مع رموز وممثلي التيارات والأطياف السياسية المختلفة في مصر بما فيها الأخوان المسلمين وشباب 25 يناير شعوراً عميقاً بالارتياح لقطاع كبير من الرأي العام. الرجل هادئ، واثق من خطواته في طريق الإصلاح، محدد، وحازم، وجاد وتلك هي الصفات التي يتمناها الجميع من رجل سوف يقود خطوات وإجراءات ومراحل الإصلاح الدستوري والسياسي في مصر في تلك المرحلة الفارقة في تاريخ الوطن. وهو لا يسعي إلي إرضاء الناس علي حساب جدية الهدف وحتمية تنفيذه لأنه يدرك أن المسألة تحتاج إلي تأسيس لنظام ديمقراطي قوي، راسخ يضمن للأجيال القادمة آفاقاً أكثر وضوحاً وعدالة. لذلك فهو لا يستبق الخطوات ولا يتباطأ في تنفيذها في الوقت نفسه لكنه يفعل ما هو مطلوب بالضبط في تلك اللحظة الحاسمة. أما الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء فهو وجه يعطي الناس الإحساس بالثقة ، ويشعرهم أنه واحد منهم يتفهم مطالبهم ويعكف علي تنفيذ الإصلاحات المطلوبة في أسرع وقت وأهمها كما أعلن في مؤتمر صحفي له - أمس الأول - الاثنين أن : الارتقاء والارتفاع بمستوي المواطن ، فقد أكد أن هذا الهدف هو أبرز مهام الحكومة وهو سياسة قاطعة ، مؤكدة لا تحتمل الجدل وقال :"نحن نعد المواطن ليكون أكثر كفاءة وتميزاً كعامل أو موظف منتج يحرص المستثمر الأجنبي علي الاستفادة منه وضمه إلي فريق العمل في مصنعه أو شركته أو مشروعه أياً كان«. وأكد شفيق أن الحكومة سوف تعمل علي جذب الاستثمار الاجنبي، استثمار يعني بمشروعات جديدة وفرص عمل ، وزيادة في الدخل القومي، وارتفاع في مستوي معيشة المواطن. إذن فقد أصبح المواطن والارتقاء بمستوي معيشته يمثل أولوية أولي للحكومة الجديدة في مصر التي تبعث من جديد. كلام مريح يدعو إلي الأمل يصدر من رجل دولة قوي يستند إلي تاريخ حافل بالإنجازات سواء في الميدان العسكري أو مجال الطيران. ووجه يصدقه الناس ويتوقعون الكثير من الإنجازات الملموسة التي تصب في مصلحة المواطن المصري تحت قيادته. كذلك الدكتور حسام بدراوي.. صاحب الفكر المستنير، والرغبة الصادقة في الإصلاح والدكتور محمد عبداللاه الذي يملك الخبرة والقدرة والرؤية التي نحتاجها في تلك المرحلة الدقيقة في تاريخ مصر. إنها وجوه انتظرناها طويلاً.. وها هي تطل علينا بهالة من الأمل نتمني أن تتوج بإنجاز حقيقي يشعر به المواطن ليعيد إليه إحساسه بالكرامة.. العزة.. والإباء.