سلام لكل شهداء التظاهرة التي بدأت سلمية وانقلبت بفعل المندسين والمخربين لمصادمات دموية، سلام لروح الشهيد اللواء محمد بطران الذي رفض ان يغادر موقعه في سجن القطا واسلم روحه فداء للواجب والوطن وهو يتصدي لمؤامرة تهريب المساجين في اكثر من سجن بمحافظات مصر في وقت واحد، اللواء بطران وغيره من شهداء جهاز الشرطة شرفاء يتمتعون بالكرامة، ومن الواجب ان تعيد اجهزة الاعلام الوطنية كل صور التقدير والاحترام لابناء جهاز الشرطة الوطني الذي شوهته الفضائيات المغرضة، ولا يجب ان نضع كل رجال جهاز الشرطة في سلة واحدة، عندما يهدأ غبار المحنة، سوف تكشف التحقيقات كل ما هو ملتبس، سوف يعرف الناس الاسباب الحقيقية التي خلقت الفراغ الامني الذي اتاح للبلطجية واللصوص ان يمارسوا عمليات التخريب والتدمير والسلب والنهب وترويع الامنين في الشوارع والمنازل. ما من مواطن شريف في مصر لم يتضرر من الفوضي التي نتجت علي يد الفئة المنظمة المندسة التي شوهت براءة التعبير السلمي لمظاهرات الشباب، فقد تسببت الفوضي في تحطم سيارتي بفعل الحجارة المتبادلة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب في شارع شبرا الذي شهد تحطم اغلب السيارات التي كانت مصطفة به، وشهد جرائم سلب ونهب المحلات التجارية. لمصلحة من ما جري؟ ومن يعوض الناس عن تلك الخسائر؟ الحسرة تملكتنا ونحن نتابع علي التلفاز المباني العامة والخاصة التي شبت فيها النيران بفعل اجرامي غير مبرر، انتابنا الهلع ونحن نتابع استغاثات الناس من عصابات الاجرام التي تروعهم وتحرمهم النوم، والمناشدة بأن تأتي عربات الجيش لتحميهم وترد لهم امنهم ثقة منهم في القوات المسلحة التي يكنون لرجالها التقدير والمحبة. تحية للقيادة السياسية التي استوعبت مطالب الشباب واستجابت لها بتعيين نائب للرئيس وتشكيل وزاري جديد وفتح صفحة جديدة من الحوار مع كافة القوي السياسية واجراء التعديلات الدستورية التي ترفع القيود التي كانت موجودة للترشح لانتخابات الرئاسة وتحديد مدة توليها، والتكليفات الواضحة بتنفيذ احكام الطعون في الانتخابات البرلمانية، وتكليف الجهات الرقابية والقضائية بمحاسبة المسئولين عما جري في الايام العصيبة التي مرت بها مصر، اجراءات اصلاحية وتغييرات جذرية ما كان احد يحلم بها، فلما البقاء بالشارع بعد ذلك؟، ولما هذا الرفض غير المبرر للدخول في حوار ؟ الان تنتابنا الشكوك في نوايا واجندات القوي التي تريد ان تمتطي حركة الشباب البريئة وتريد ان تقفز علي كل عقل ومنطق، من يرفض الحوار يصبح امره غير مفهوما، وتصبح نواياه غير سليمة، ومصر تعيش مرحلة صعبة وقاسية لاتحتاج لمثل هذه الرفاهية من المناورات التي لن تجدي ولن تنفع انما ستؤدي لكابوس قاتم، لهذا اعتقد ان الشباب الذي قاد انتفاضته بنفسه يجب ان يكون واعيا بمن معه ومن عليه، ومن قرر ان يغير من اجل حاضره ومستقبله ومن يريد ان يخطف منه مكتسباته، شباب مصر التي كون لجانه الشعبية لحماية الناس والممتلكات لديه من القدرة والفهم والوعي ما يجعله يفرز بين من يريدون لهذا الوطن الخير والسلامة، وبين ما يريدون للمركب ان تظل في مهب الريح ، قتنا في شباب مصر كبيرة.. وثقتنا في الجيش والقيادة الشرعية باقية لتفي بما وعدت وتسلم الامانة لمن يستحقها.