بعد أقل من عام علي تركه مقعد ومنصب رئيس الجمهورية باختياره وبكامل إرادته واقتناعه، يطل علينا من جديد بكل المهابة والوقار والاحترام، القاضي الجليل الرئيس السابق عدلي منصور، الذي احتل بكل الحب والتقدير مكانا عاليا ومكانة سامية رفيعة، في قلوب ووجدان كل المصريين بشجاعته وحكمته وصدقه، خلال قيامه بأعباء ومسئوليات رئيس البلاد. إطلالة القاضي الجليل المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا حاليا، ورئيس الجمهورية المؤقت سابقا، جاءت من خلال مكتبة الإسكندرية، ذلك الصرح الثقافي والحضاري الراسخ، خلال احتفالها الرائع بإطلاق الموقع الإلكتروني وتوقيع الكتاب الوثائقي «عدلي منصور رئيسا لمصر»،..، في تكريم مستحق للرجل الذي لبي نداء الوطن، ولم يتردد لحظة واحدة في قيادة سفينة البلاد، وتولي المسئولية وسط المخاطر الجسام والأنواء العاصفة، التي كانت تحيط بها من كل جانب. ونحن في هذه المناسبة نؤكد علي حقيقة واضحة يستشعرها كل المصريين، وهي أن القاضي الجليل قد نال عن جدارة واستحقاق حب واحترام عامة المواطنين وخاصتهم، واستطاع الاستحواذ علي توقير الجميع، باختلاف وتنوع مستوياتهم وتعدد انتماءاتهم ومعتقداتهم، رغم قصر المدة التي قضاها في موقع الحكم ومقعد الرئاسة المؤقت. ولعلنا نذكر جميعا، أنه ومنذ اللحظات الأولي التي تولي فيها الرجل المسئولية الجسيمة التي كلفه بها الشعب، بعد ثورة الثلاثين من يونيو، كرئيس مؤقت للبلاد في ظل الظروف بالغة الدقة والحساسية، التي كانت تمر بها مصر في تلك الفترة القلقة، استطاع المستشار الجليل أن يكون عند حسن الظن به، وأن يكون حقا وفعلا علي قدر المسئولية والواجب الوطني، وسار بالبلاد بأكبر قدر من الحكمة والحرص والشجاعة نحو السلامة والأمان.. ورغم الخطورة البالغة للظروف والأوضاع، وبالرغم من عظم التحديات وجسامة التهديدات داخليا وخارجيا، استطاع القاضي الحكيم أن يصل بسفينة الوطن إليمرفأ أكثر آمنا واستقراراً، متسلحا بحبه للوطن وثقته بالشعب المصري وإيمانه بالله عز وجل،...، وهو ما جعله عن استحقاق محلاً لاحترام وتقدير كل المصريين. من أجل ذلك كله، تقول مصر للقاضي الجليل الرئيس السابق شكراً، لقد كنت أهلا للثقة وموضعا للأمانة والنزاهة والشرف والمسئولية،...، ولهذا فإنك تستحق الاحترام والتكريم.