في مشهد رائع كلله النجاح المصري في انقاذ المواطنين الاثيوبيين من براثن داعش في ليبيا شعرت ان قلبي ينبض بكلمات الاغنية الشهيرة «صورة.. صورة.. صورة.. كلنا كده عايزين صورة» اثناء استقبال الرئيس السيسي لهم في المطار مرحبا بعودتهم إلي وطنهم الثاني «مصر» وهم في طريقهم إلي وطنهم واهليهم في اثيوبيا. كلمات الرئيس السيسي كانت تنطق باحساس المصريين بفرحتهم لعودة الابناء الاثيوبيين لوطنهم بعد عملية نوعية ناجحة شاركت فيها المخابرات واجهزة الدولة بالتعاون مع القيادة السياسية في ليبيا واثيوبيا. مصر الان قدمت اوراق اعتماد جديدة للعرب وافريقيا منسوخة من تاريخها طوال قرون مضت، فهي القلب واليد الطولي لدرء العدوان علي اوطاننا العربية والافريقية ولا ننسي ايضا دور قواتنا المسلحة في المشاركة مع قوات حفظ السلام في اماكن متفرقة من العالم. انها مصر تقف شامخة.. فقد سارعت بالمشاركة مع السعودية ودول الخليج في «عاصفة الحزم» لتدرء عن اليمن ليس جماعة ارهابية فقط وانما لتحول دون تحويل المنطقة إلي صراع طائفي بين الشيعة والسنة وهذا مراد الاعداء حتي يقف الامر في بعده السياسي والامني ومواجهة الاخطار التي تهدد شعب اليمن والشعوب العربية المجاورة حتي لا تنفجر المنطقة، انني اكثر شوقا لصورة تجمع قيادات منطقتنا العربية والافريقية بمسلميها ومسيحييها تحت راية الوحدة والتعاون والاخاء وضرب العصاة بأيدينا وليس باحتياج لمن يريدون ان يفتتوا اوصالنا فنصبح بقايا شعوب تعيش في مساحات ضئيلة. مصر سجلت عنوانا ليس بجديد وانما هو من الاصول المصرية انه لو اشتكي عضو في الجماعة العربية او الافريقية فمصر في التو واللحظة جاهزة برجالها لتخفيف الألم وبث روح الفرحة بين ابناء الاوطان. السيسي قال ايضا في كلمته اننا اخوة نشرب من نيل واحد وما كان لمصر عندما توفرت لها المقدرة للتدخل لانقاذ المواطنين الاثيوبيين من هلاك محقق ان تبتعد او تهرب من قدرها والمسئولية التاريخية التي كتبت علي جبين ابناء مصر. ما بين مصر والدول العربية والافريقية ليس موقفا في حد ذاته وانما هو تاريخ تتواصل خيوطه من جيل إلي جيل ومن زمن إلي زمن ويظل العنوان واحدا كلنا اخوة ولا نرضي الذل والهوان والفتن بين ابنائنا. اقشعر بدني وانا اسمع صوت المواطنين وهم يهبطون من سلم الطائرة حاملين علم مصر في ايديهم يلوحون به يمينا ويسارا عرفانا بالموقف المصري معبرين عن شكرهم وان كل بيت في اثيوبيا لن ينسي هذا الحدث ابدا وستردده الاجيال هناك وستحكيه الاهالي لاولادهم.. انها مصر التي طالما وقفت بجانب اشقائها العرب والافارقة من قديم الازل وانها التي قدمت العون العسكري والمعلوماتي حتي تتحرر افريقيا من قيد الاستعمار وانها التي استضافت كل حركات التحرر في الدول العربية والافريقية علي ارضها وتحملت في سبيل ذلك غضب الامبريالية فذاقت وبال حربي 56 و67 بسبب موقفها السياسي والاخلاقي تجاهها.. ولم تستسلم او تساوم ابدا في قضايانا الوطنية بالاذعان للاعداء المتسلطين، آن الاوان ان نقرأ سطور التنسيق بين شعوبنا العربية والافريقية.. نحن قوة لا يستهان بها والاعداء يعرفون ذلك.. لهذا يصبون الزيت علي النار كل حين من الدهر املا ان تختفي دولنا وتضعف وتتناثر وتضيع جهود التنسيق لرخاء شعوبنا وتتحول إلي حروب بيننا ودمار لبنيتنا الانسانية والجغرافية والاقتصادية فنصبح كغثاء السيل. صورة الاخوة الاثيوبيين مع الرئيس والمصريين ليتها تتكرر مع مشهد اخر امام نهر النيل نشرب منه معا حتي تصبح ارضنا خُضرة ومية وحب واخاء علي طول الزمان.