هكذا.. تتقلص مكانة وشعبية أوباما داخل بلده.. وعلي الساحة الاوربية والعربية والدولية، بينما تصاعدت مكانة وشعبية زعيم مصر «عبدالفتاح السيسي» وزعيم روسيا «فلاديمير بوتين» أغلب الظن أنهما لم يكونا يضمران له شراً ومن ثم لم يخططا لمحاصرته ومطاردته بل لعل كلا منهما كان يمد له يده بالصداقة والود والاحترام، لكن الرئيس الامريكي «أوباما» كان وربما مازال يحمل فكرا وموقفا مخالفا، انطلاقا من إحساسه بأنه رئيس القوة العظمي الوحيدة التي تتربع علي عرش العالم، وتملك أن تفرض رؤيتها وسياستها علي الجميع، وبالتالي لم يعبأ بالايدي الممتدة بالصداقة ، وتصور أن أحلامه أوامر لهذين الزعيمين ولغيرهما، وبالرغم من أن لديه أجهزة ومؤسسات تنقل له أدق التفاصيل لما يجري في مختلف الدول خاصة مايتصل بردود الفعل الجماهيرية لسياساته، ومعني ذلك أنه علم بالغضب الشعبي في مصر وروسيا إزاء مواقفه ومخططاته، الا انه كان بالمثل البلدي «ودن طين وودن من عجين» فلا قيمة لأولئك الرافضين لسياساته شعبا وقيادات، وهكذا أخذت المسافات تتباعد بينه وبين الرئيس المصري «السيسي» وبينه وبين الرئيس الروسي «بوتين» فانطلق كل منهما في طريقه الذي يقود من خلاله شعبه نحو التنمية والتقدم والقوة، وحقق كل منهما الكثير من الانجازات الهائلة، وتجلي للقاصي والداني أن رؤيته ومواقفه تتفق مع مصالح شعبه، بل تفيد العالم بعكس رؤية ومواقف الرئيس الامريكي «أوباما» الذي انطلقت الآراء والاتجاهات الرافضة لسياساته من داخل شعبه وبرلمانه «الكونجرس» والأمثلة علي ذلك كثيرة وساخنة أذكر منها مايلي: شبكة «سي إن إن» الامريكية الكبري قالت بالحرف الواحد ان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي صار الزعيم العربي الجديد المفضل للحزب الجمهوري، وقال المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الامريكية «جيب بوش» انه في الوقت الذي ينتشر فيه الارهاب كالنار في الهشيم لا أفهم لماذا يقول أوباما للسيسي : «أنت لست ضمن فريقنا»!! وأضاف «بوش» ان كلام السيسي عن سبل مواجهة التطرف يستحق التقدير والاعجاب، وتساءل السيناتور الجمهوري الشهير «تيد كروز»: لماذا لانري رئيس الولاياتالمتحدة يتحلي بالشجاعة التي يتحلي بها السيسي؟! كما قال «مايك هو كابي» المنافس المحتمل للرئاسة: «نشكر الرب علي وجود السيسي في مصر»، وقال المعلق السياسي البارز «جورج ويل» إن الرئيس السيسي يستحق جائزة نوبل للسلام، ولفتت شبكة «سي إن إن» إلي أن السيسي سدد لكمة للولايات المتحدة (ورئيسها طبعا) من خلال استقباله للرئيس الروسي «بوتين» في القاهرة باعتباره بطلا، وقالت الشبكة : إن مشهد الترحيب الحار ببوتين من قبل السيسي لم يمر مرور الكرام علي واشنطن!، ووسط الهجوم الواسع علي موقف أوباما من مصر ورئيسها السيسي أكدت رئيسة اللجنة الفرعية للمخصصات المالية بمجلس النواب «كاي جرانجر» انها ستفعل كل مافي وسعها لارغام «اوباما» علي تقديم طائرات مقاتلة وأسلحة أخري لمصر! من جهة أخري نجح الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في احراج «اوباما» الذي خطط لثورة مريبة في «اوكرانيا» انتهت بحكم جديد يخضع للتوجيهات الامريكية بحيث تتحول «أوكرانيا» الي خنجر في ظهر روسيا، وتصدي «بوتين» لهذا المخطط بتدعيم ومساندة الثوار في «القرم» و «شرق اوكرانيا»، ومع تصاعد التوتر العالمي.. ابتعدت فرنسا وألمانيا عن الخط الأمريكي، رغم أنف أوباما وتم التوصل الي حل يرضي بوتين وقادة اوكرانيا، ولن تفلح المحاولات الأخيرة للرئيس الامريكي في إفشال الاتفاق! هكذا.. تتقلص مكانة وشعبية أوباما داخل بلده.. وعلي الساحة الاوربية والعربية والدولية، بينما تصاعدت مكانة وشعبية زعيم مصر «عبدالفتاح السيسي» وزعيم روسيا «فلاديمير بوتين»، اللذين ساهما ويساهمان بسياساتهما ومواقفهما في حصار ومطاردة اوباما علي مختلف الاصعدة. والسؤال الآن : هل يستوعب الرجل الدروس المصرية الروسية المتتالية ويتخلي عن افكاره ومخططاته لإنقاذ نفسه وإنقاذ حزبه الديمقراطي في الانتخابات القادمة، بل انقاذ صورة امريكا التي اهتزت بشدة وفقدت الكثير من مكانتها لدي الكثير من الشعوب والقيادات العربية والافريقية والآسيوية والاوربية؟.