واعروبتاه ..نداء كان يصلح قديما في استنهاض الدول العربية لإجارة شقيقة في محنة.. إنه ذاك الزمان الذي كانت تزين فيه كلماتنا بصفة «عربي» عندما كانت تعني مؤازرة وسند وظهر وعصب وعقيدة. ثم تحولت الكلمة لحلم تحمله القلوب عبر اقطارنا املا في ان تري يوما حلم الوحدة العربية يتحقق في جسد واحد وبنيان مرصوص يشد بعضه بعضا. عشته حلما ومازلت انتظره املا..إنها فكرة آمنت بها ولم أرها ام لعله وهم؟..مضت سنوات وأنا اتابع القمم العربية منذ ان كان يحضرها صدام حسين والقذافي ومبارك وغيرهم من الرؤساء كي اضحك علي «افيهاتهم» السوداء.. وتحولت القمم لمسلسل من البيانات الختامية تشابهت حروفها التي لم تفض يوما إلي أي فعل عربي حقيقي. ظني ان بداية الضياع كانت بتوقيعنا اتفاقيات العار مع الصهاينة ثم اجهز الغزو العراقي للكويت علي ذاك الجسد العربي المهتريء الذي لم يكن يعرف غير عدو واحد وصار عليه ان يحصن نفسه من النيران الصديقة اذا اراد للحلم ان يستمر..فالأصدقاء اصبحت تحكمهم لغة المصالح مع الاعداء الذين اقاموا قواعدهم العسكرية فوق اراضينا العربية بل وتمولهم اموال العرب..فكيف سينتصر هؤلاء للعروبة؟ وماذا تعني العروبة في قاموسهم غير بيانات الشجب والإدانة؟.من حرب إلي حرب لم يعد الهم الفلسطيني فقط هو قضيتنا العربية وأصبحنا نحمل هموم العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر ولبنان أمام كلاب تنهش ارضهم من كل صوب. وأصاب الضمير العربي التبلد نتيجة سنوات اللافعل.. فلم تعد حقيقة ان اسرائيل تضرب طائراتها دولنا العربية وصولا للعراق بوقودنا العربي تدهش أحدا..كما لم تعد مشاهد القتل والذبح والحرق مجدية. واكتملت المأساة وفقدنا النخوة والشهامة عندما تركنا نساء العرب وأطفالهم ينامون في العراء في مدن الخيام علي الحدود..فهل تراها تتحقق المعجزة ونعيش يوما في وطن عربي ؟.