في الدورة السابعة لمهرجان نقابة المهن التمثيلية، تم تكريم المخرج المسرحي الكبير سمير العصفوري، الذي يعتبر أحد أهم المخرجين في تاريخ المسرح المصري، حيث قدم الكثير من الأعمال المسرحية المميزة، ويملك تجربة مهمة في المسرح، وحققت أعماله نجاحا كبيرا سواء في مسرح الدولة أو القطاع الخاص.. وجاءت مسيرة العصفوري بعد التخرج من كلية الآداب جامعة عين شمس قسم اللغة العربية في عام 1960، حيث التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج عام 1964 كأول دفعته، وعمل مدرسًا للتمثيل بالمعهد عام 1975، كما عُين مديرًا عامًا لمسارح "الطليعة"، "الحديث"، ثم "القومي"، وقدم على مدار سنوات طويلة مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية، منها "مأساة الحلاج، العيال كبرت، إنها حقاً عائلة محترمة"، كما قدم للجيل الجديد "ألابندا، طرائيعو، كده أوكيه" وغيرها من الأعمال.. في السطور التالية يتحدث العصفوري عن تكريمه وتجربته المسرحية وحال المسرح حاليا.. كيف تصف تكريمك في مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصري؟ سعيد بتكريمي في مهرجان نقابة المهن التمثيلية، وأمر رائع أن أحصل على تكريم من نقابتي التي تبذل مجهوداً كبير في نهضة المسرح من خلال المهرجان، وكل تكريم حصلت عليه في حياتي له مكانة خاصة في قلبي، وأي تكريم جديد يشعرني بالسعادة ويضيف إلى تاريخى الفني، لأنه يذكرني بمشواري الفني الذي بذلت فيه مجهوداً كبيراً كي أصنع تاريخاً مشرفاً وحافلاً بالأعمال الفنية التي كانت سبباً في كسبي محبة الجمهور داخل مصر وفي الوطن العربي. ما رأيك في دورة هذا العام من المهرجان؟ سعيد بهذه التجربة التي يقوم بها النقيب د. أشرف زكي، بجانب مجموعة عظيمة من الشباب المسرحي المتميز في تنظيم المهرجان بشكل محترم وراقي، حيث توقيت ومكان المهرجان تم اختيارهما بعناية، وقراراته واضحة بعيداً عن الفوضى، ولم يضم أيضاً أكبر عدد من المكرمين أو من الاحتفاليين، والدورة مخطط لها بشكل جيد، ونقابتنا قادرة على تنظيم أي احتفال بشكل كامل لانها قديمة ولديها خبرة في الاحتفالات، والمهرجان يهدف إلى دعم وتشجيع المواهب الشابة في مجال التمثيل والمسرح، ومنذ افتتاح الدورة الأولى للمهرجان عام 2016، وهو يسير بشكل منتظم وناجح، ويركز على تقديم أعمال مسرحية شبابية جديدة، ويتيح الفرصة للمواهب الصاعدة بجانب مختلف الأجيال من أعضاء النقابة للتعبير عن قدراتهم الفنية من خلال عروض مسرحية مميزة، ونقابة المهن التمثيلية هي الراعي الرسمي للمهرجان من خلال نقيبها وأعضائها، ودائما تعتني النقابة بأبنائها من خلال الندوات والمناقشات والعلاج وفي كافة الأمور الحياتية، وهي جهاز ثقافي واجتماعي مهم، وكلنا أعضاء خاضعين لقواعد وشروط العمل بها، وعضويتها مهمة لنا. خلال دورتي المهرجان القومى والتجريبي الماضيين.. إعترض البعض على تكريم أحد الفنانين.. كيف ترى ذلك؟ في كل مهرجان وفى دورته الجديدة تضم لجنة جديد و يُنتخب او يتم إختيار بعض الشخصيات الفنية والثقافية من بين الذين يعتزون بها، ويعلنون تكريمهم، وفى هذه الدورة وقع الاختيار على وعلى يحيى الفخرانى واسم الراحل أحمد راتب، وسلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، هذا أمر طبيعى أؤكد لجميع الأعضاء أنهم إذا بًذلوا جهداً كبير من خلال الأعمال الناحجة الهادفة، ستحتفى النقابة بهم ويتم تكريمهم، عندما تمنح الدولة شهادة تفوق لشخصيات قدموا أعمال ويستحقون التكريم يأتي ذلك من خلال لجان متعدده، اما المهرجانات العربية والعالمية مثل مهرجان قرطاج فهى تختار شخصيات من خلال أبعاد مختلفة لكل فنان قدم عطاء جيد للمسرح العربى كله، وحصلت قبل ذلك على جائزة قرطاج المسرحي. اقرأ أيضا: تكريم سمير العصفوري فى افتتاح مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح ما الذى استفاده المسرح من المهرجانات المسرحية؟ المهرجانات التى تقام في مصر ساهمت بشكل كبير في دعم الحركة المسرحية على سبيل المثال "المهرجان التجريبى"، فمنذ نشأته ساهم في تغيير الذهنية الخاصة بالإبداع المسرحى عن طريق إستضافة عروض مسرحية من جميع أنحاء العالم، الذى يعتبر بالنسبة للشباب نوع جديد من فنون المسرح، خاصة أن المسرح المصرى في هذا الوقت كان يعتمد على الكلمة فقط، فأعطى المهرجان الأولوية للغة الجسد، أيضا المهرجان القومى هو واحد من أهم المهرجانات التى تقام في مصر فهو يتيح الفرصة للجماهير لمشاهدة كافة العروض التى تم عرضها طوال العام، فهو نافذة وعُرس سنوي للتعرف على حصاد المسرح المصرى لرصد وتوثيق الحركة المسرحية بكل تفاصيلها، المهرجانات ظاهرة فنية مسرحية تتيح لتجمع عدد كبير من صناع الحركة المسرحية من أجيال مختلفة، هذا بجانب وجود حوارات كثيرة جداً حول مشكلات الحركة المسرحية بشكل عام، وهذه أهم استفاده فنية لقيام أي مهرجان وهو تحفيز الفرقة المسرحية على تطوير عروضها فكريا وأدائيا وتقنيا من أجل المشاركة في صناعة مستقبل أفضل للوطن، لان مهما كانت الظروف يكون من الصعب جداً عدم تقديم مهرجان معلن عنه ومعروف محليا ودولياً، لأننا نسعى بشكل كبير سواء كانت ميزانية الدولة تسمح او لا إلى استمرار فكرة المهرجان، لإنها ليست مجرد فكرة ثقافية، هي أيضا فكرة سياحية لان ضيوف المهرجان نعتبرهم ضيوف سياحية، والإعلان عن دورة جديدة للمهرجان هذا يمجد ويعلن عن استمرار الحركة المسرحية الثقافية رغم بعض الظروف الاقتصادية الصعبة. لكنها لا تساهم في زيادة الإنتاج المسرحى؟ زيادة الإنتاج القوى تصدرعن نشاط عملى للأعمال المسرحية، من خلال تمويل سواء كان هذا التمويل قطاع عام من الدولة او خاص من إحدى الشركات، هنا يكون الإنتاج المسرحي كبير كما كان يحدث في فترة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، كان يوجد نشاط مسرحي كبير في مسرح الدولة والقطاع الخاص، لإنه كان يوجد استقرار اقتصادي، الذى بدوره ينفق على النشاط الثقافي والمسرحي، قله النشاط وعدم الإعلان عن نشاط واسع بسبب الظروف الاقتصادية، وليس فقط الإنتاج، لان الظرف الاقتصادى أيضا يشمل "جيب المشاهد" الذى يؤثر على النشاط الثقافي، ويكون المسرح أخر اولويات المشاهد ولا يكون ضمن جدولة الاقتصادى، ورغم ذلك توجد مجموعة رائعة من الأعمال المسرحية الناجحه، سواء في مسارح البيت الفني للمسرح او في البيت الفتي للفنون الشعبية والاستعراضية كما يوجد حفلات موسيقية رائعة في دار الاوبرا المصرية، توجد محاولة عظيمة جادة من الشباب سواء من الشباب الجامعى او من المعاهد الفنية او شباب حر، هذا الاجتهاد يفتح الامل امام مسرح اكبر واوسع مما كان في الماضى، سيكون لدينا مسرح جديد متألق في المستقبل، لا أقول ان النشاط المسرحى متسع وضخم جداً، لكن النشاط المسرحى في الوقت الحالي معقول جداً وبخير، وتوجد محاولات من كبار النجوم على سبيل المثال يحيى الفخرانى، نجم كبير وأحد أبناء الجامعة وأحد تلامذتى، حاليا يتقدم بعد هذا العمر الطويل ويدخل المسرح القومى ليقدم "الملك لير" هذه محاولة تبعث الأمل أن الجيل القديم قادر على الاستمرار. على ذكر عوده يحيى الفخرانى للمسرح القومى من خلال "الملك لير"، ما رأيك في تقديمه الرواية للمرة الثالثة؟ توجد منظومة في المسرح تسمى "ريبرتوار" يعنى إعادة تقديم النجاح سنة وراء سنة، توجد مسارح كبيرة في العالم شأنها شأن المسرح القومى، منظومته قائمة على إعادة الريبرتوار، وهو إعادة تقديم الاعمال الكبيرة العظيمة، لدينا مثلا في المسرح القومى أعمال كبيرة لكتاب ومخرجين كبار من المفترض كل فترة نعيد تقديم مسرحية او اكثر من مسرحيات الريبرتوار،لان هذه الاعمال القديمه لم يشاهدها الأجيال الجديدة المتعاقبة على عرضها، وحاليا نشأ جيل جديد لم يشاهد الملك لير ليحيى الفخرانى ووحاليا بعد عوده الفخرانى تتاح له الفرصة لمشاهدتها، هنا يحيى الفخرانى ليس القضية الرئيسية، انما شكسبير هو القضية الرئيسية، ثقافة المسرح الكلاسيكى ضرورية لتدريب النص وتعويدهم على مشاهدة أعمال فنية عالمية على أعلى مستوى، الريبرتوار بشكل عام مهم جداً في إعادة الاعمال وتدريب الناس على الوعى بثقافات مختلفة. هل سنشاهد سمير العصفورى على خشبة المسرح مرة أخرى؟ سيكون لنا إمكانية العوده مرة أخرى،لان العام الماضى تم تكليفى من خلال خالد جلال بتدشين "مدرسة العصفورى"، وهى مدرسة تدريبية وليست ورش مسرحية، لكن حتى الان لم تقدم عملاً بسبب إعتذارى، هذا العام نحاول تقديم عمل مسرحى، وحتى هذه اللحظة لم تستقر تفاصيل العمل.