مضي عامان ونصف العام تقريبًا علي أعمال التطهير العرقي والإبادة المنظمة التي تنتهجها حكومة ميانمار بحق الروهنجيا المسلمين في إقليم أراكان. المجازر والمذابح التي أبادت آلاف المسلمين مازالت مستمرة حتي الآن تحت مرئي ومسمع المجتمع الدولي!. في الوقت الذي يجب فيه علي الولاياتالمتحدة علي الأقل التهديد بفرض عقوبات ضد المسئولين عن الاضطهاد الديني في ميانمار والنظر في إبرام اتفاق ملزم مع الحكومة يربط مسألة رفع العقوبات بإجراء إصلاحات حقوقية، اكتفي الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته الرسمية لميانمار قبل أيام فقط بحث حكومة ميانمار علي بذل مزيد من الجهد؛ من أجل إعلاء الديمقراطية في البلاد والاستمرار في الإصلاحات وإنهاء التمييزالمعمول به ضد الأقليات الدينية في البلاد بما فيهم مسلمو الروهينجا!. يعيش مسلمو الروهنجيا ظروفًا قاسية ويتهددهم خطر الإبادة من عدة جهات. أقلية الروهنجيا المسلمة ظلت تعاني من الاضطهاد المنظم طوال العقود الماضية من قبل البوذيين في ميانمار ومن عدم الاعتراف بأنهم مواطنون ومن العمل القسري والقتل والاغتصاب. رغم الإصلاحات السياسية التي بدأت في ميانمار والإفراج عن أونغ سان سوتشي المدافعة عن حقوق الإنسان وإجراء انتخابات ديمقراطية في عام 2011 بعد عقود من الحكم العسكري فقد تعرض حوالي 280 شخصًا من الروهنجيا العام التالي للقتل كما تم تهجير 140 ألفًا من مناطقهم في ولاية أراكان. فقد بدأ كل شيء في 3 يونيو 2012 عندما قتل الجيش البورمي والغوغاء البورميون 11 مسلمًا بدون سبب بعدما أنزلوهم من الحافلات، فقامت احتجاجات عنيفة في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة فوقع المتظاهرون ضحية استبداد الجيش والغوغاء، حيث ذكرت أنباء بمقتل أكثر من 50 شخصًا وإحراق آلاف المنازل، حيث اشتبكت عرقيتي روهنجيا المسلمة مع البوذيون الراكين غربي بورما. ومنذ ذلك الوقت، ظل حوالي 75 ألفًا من الروهنجيا يعيشون في تسعة مخيمات بضواحي سيتوي عاصمة أراكان تحت رحمة مضطهديهم. إن سكان هذه المخيمات يعيشون في ظروف أسوأ من ظروف السجون، فهم يعانون من نقص الطعام وسوء التغذية والأمراض مثل الإسهال والسل والأمراض الجلدية ويموتون من أمراض يمكن علاجها بسهولة. كما أن هناك حالات تعرض فيها أفراد الروهنجيا للقتل بدون أسباب واضحة من قبل حراس المعسكرات التابعين لقوات الأمن الحكومية. الروهنجيا مُنعوا من التسجيل في الإحصاء السكاني الأخير هذا العام إلا من وافق علي تحديد هويته بأنه مهاجر من بنجلاديش. فالروهنجيا المسلمون الذين سُحبت جنسياتهم بالقرار الجائر من الحكومة العسكرية عام 1982م باتوا اليوم فريسة في أيدي العصابات البوذية الذين تدعمهم الحكومة وتؤيد مواقفهم وتمدهم بالسلاح. وبحسب منظمة العفو الدولية فقد استمرت معاناة مسلمي الروهنجيا من انتهاكات لحقوق الإنسان في ظل المجلس العسكري البورمي منذ سنة 1978 وفر العديد منهم إلي بنجلاديش المجاورة. ثم بدأت المفوضية العليا للاجئين في تقديم المساعدات لإعادة توطين الروهنجيا في بنجلاديش من سنة 2005 ولكن ظهور مزاعم لانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين هددت تلك الجهود.