اندلعت مواجهات في القدسالشرقية أمس تزامنا مع محادثات أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة الأردنية عمان وتهدف إلي الحد من أعمال العنف التي تشهدها الأراضي المحتلة. ووقعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في حي العيسوية. وحاول مائة شخص تقريبا من سكان الحي ومن بينهم تلاميذ اعتراض الطريق الرئيسي احتجاجا علي قيام الشرطة بإغلاق العديد من مداخل الحي بكتل أسمنتية. واستخدمت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين. وتفاقم التصعيد المستمر منذ أشهر في الأيام الأخيرة وامتد من القدسالشرقيةالمحتلة إلي الضفة الغربية وبلدات عربية إسرائيلية وأثار مخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة. ويأتي اللقاء بين عباس وكيري غداة إعلان بلدية القدس الإسرائيلية موافقتها علي خطط لبناء 200 وحدة سكنية استيطانية جديدة في حي «رموت» الاستيطاني في القدس الشرق المحتلة, مما أثار استنكار واشنطن. ويعود التوتر في القدس إلي حد كبير إلي زيادة الاستيطان في المدينة وتخوف الفلسطينيين من أن تقوم إسرائيل بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصي أو السماح لليهود بالصلاة فيه. من جانبها, هددت حركة «حماس» أمس بسحب الثقة من حكومة الوفاق الفلسطينية التي وصفتها بالضعيفة, داعية في الوقت ذاته لإجراء انتخابات عامة عاجلة. وقال النائب عن الحركة وعضو مكتبها السياسي خليل الحية في تصريح صحفي إن الحل الأمثل للحالة الفلسطينية هو الذهاب إلي انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني «لمنظمة التحرير الفلسطينية». واتهم الحية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة «فتح» التي يتزعمها بممارسة حالة من التعطيل المتعمد للحكومة بهدف منعها من ممارسة أعمالها في قطاع غزة . واعتبر أنه من حقنا منح الثقة للحكومة من عدمه وحقنا أن نحاسبها ونراقبها وننزع الثقة عنها بالبعد الوطني, فهناك مظلة وطنية أعطيت للحكومة للعمل››. من جهة أخري, أعلن المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أن بلاده لن تشارك في لجنة التحقيق التي شكلتها الأممالمتحدة للتحقيق في انتهاكات للقوانين الإنسانية الدولية وحقوق الإنسان المرتكبة أثناء الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة الصيف الماضي. وقال المتحدث ايمانويل نهشون في بيان إن هذا القرار اتخذ بسبب «عدوانية هذه اللجنة ضد إسرائيل وتصريحات رئيسها ومسئوليها». وكان القاضي الكندي وليام شاباس رئيس اللجنة موضع انتقاد شديد من إسرائيل لدي تعيينه في أغسطس لأنه قال إن «طموحي هو أن أحيل نتنياهو إلي المحكمة الجنائية الدولية». داخليا, أعلن مصدر حكومي إسرائيلي أن نتنياهو دعا في إنذار نادر قائد الجيش ورئيس جهاز الأمن الداخلي إلي الكف فوراً عن إخراج خلافاتهما علي العلن. ويتعلق الخلاف بين رئيس الأركان بيني جانتس ومدير «الشين بت» يورام كوهين بالحرب علي غزة الصيف الماضي, إلا أنه خرج إلي العلن في أوج العنف في القدس وإسرائيل والضفة الغربية.