دعوة كريمة إلي حفلة عزيزة لكنها تبعث في النفس حزنا وشجونا، تلك التي تلقيتها من الصديق العزيز د.خالد توحيد رئيس تحرير "الأهرام الرياضي" الدعوة لحضور حفل كبير تقيمه المجلة التي تشهد علي يدي توحيد نهضة جديدة وملحوظة، والحفل لتكريم منتخب مصر لكرة القدم الذي شارك في كأس العالم بإيطاليا 90، وذلك بمناسبة مرور 25 عاما علي أهم مباريات الكرة المصرية في تاريخها، وهي مباراة الجزائر وفوز مصر فيها والصعود للمونديال. الاثنين المقبل تحل الذكري "17 نوفمبر 1989 - 17 نوفمبر 2014". مياه كثيرة جرت في النهر خلال ربع قرن كامل، ونحن محرومون من فرحة المونديال واللعب مع الكبار. كثير ممن صاغوا الفرحة رحلوا وتركونا نلوك الفشل في كل دورة ما بين حلم ويأس ورجاء وظنون، رحل د.عبدالأحد جمال الدين الذي كان رئيسا للمجلس الأعلي للشباب والرياضة وقتها وفارس الحلم الكبير الكابتن محمود الجوهري وكابتن مصر ثابت البطل ود.حسن عبدون رئيس اتحاد الكرة وقتئذ وآخرون، رحمة الله علي الجميع، ويحتاجون لتكريم وتقدير وذكر بعرفان. لفتة طيبة وتكريم مستحق لجيل أعطي لمصر، لكن هذه الحفلة يجب أن تكون فرصة للتأمل والتدارس والإجابة علي سؤال كبير: لماذا لم تتكرر هذه اللحظة؟ الإجابة في تقديري المتواضع من ثلاث كلمات لا غير: "غياب نظام واضح".. نعم افتقدت الكرة المصرية وجود نظام واحد واضح وسليم علي مدي ربع قرن، امتلكت مصر خلالها أمهر اللاعبين وأفضل الأجيال، وقدمت مع الكابتن حسن شحاتة أفضل وأجمل العروض المبهرة.. خاصة في غانا 2008 وفي كأس القارات أمام البرازيل وإيطاليا. كنا مبدعين حقا، لكنها بقيت جميعها طفرات استثنائية. انتهت بابتعاد أصحابها ونجومها، فقد غاب "السيستم" أو النظام الذي يكفل الاستمرار فكان التراجع بل والانهيار، حتي وصلنا إلي الحفلة الحزينة!