وصل الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثابو مبيكي إلي ساحل العاج أمس مبعوثا من الاتحاد الإفريقي في محاولة لإيجاد حل ينهي المأزق السياسي الذي تسببت فيه الانتخابات الرئاسية الأخيرة في البلاد. ويأتي قرار الاتحاد الإفريقي بعد إعلان اثنيْن من المرشحين في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها فوزهما وأداءهما اليمين الدستورية، حيث أدي لوران جباجبو الذي كان رئيسا للبلاد علي مدي السنوات العشر الماضية، و يدعمه الجيش اليمين الدستورية في مراسم بثها التلفزيون مباشرة، وبعد بضع ساعات، قدم منافسه الحسن واتارا، يمينا مكتوبة إلي المجلس الدستوري. وقد رفض قادة العالم ومن أبرزهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والسكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إعلان فوز جباجبو، وقالوا إن وتارا هو الرئيس الشرعي للبلاد، كما أعلن صندوق النقد الدولي أنه سيواصل العمل مع حكومة ساحل العاج إذا ما حصلت علي دعم الأممالمتحدة. وكانت هيئة الانتخابات قد أعلنت وتارا رئيسا للبلاد، إلا أن المجلس الدستوري، الذي يرأسه أحد حلفاء جباجبو، نقض القرار. وأدت أعمال العنف التي وقعت في أنحاء من عاصمة البلاد، أبيدجان إلي مقتل أربعة علي الأقل وإصابة آخرين، وأغلقت الحدود الدولية لساحل العاج، ومنعت وسائل الإعلام العالمية من دخول البلاد، كما تواصل العمل في حظر التجوال المفروض منذ نهاية الأسبوع. من جهة أخري، دعت وزارة الخارجية الأمريكية الرعايا الأمريكيين إلي تجنب السفر إلي ساحل العاج حاليا بسبب "احتمال متزايد بحدوث اضطرابات سياسية وإمكانية وقوع أعمال عنف" بعد الانتخابات الرئاسية. ودعت الخارجية الأمريكيين الموجودين حاليا في ساحل العاج إلي "الحد من تنقلاتهم" والتزام "أقصي درجات الحذر". ويمثل كل من جباجبو ووتارا جانبي الصراع الديني والثقافي والإداري بين شمال البلاد وجنوبها، حيث ما زال المتمردون الذين خاضوا الحرب الأهلية ضد القوات الحكومية عام 2002 يتمتعون بنفوذ قوي في الشمال.