لابد أن نعي جيدا أن الهدف الرئيسي وراء تعدد صور وأشكال جرائم الإرهاب الجبانة، التي طفحت علي السطح خلال الأيام الأخيرة، مستهدفة قواتنا المسلحة ورجال الشرطة ورموز الأمن في سيناء والقاهرة وغيرهما من المحافظات، هو اشاعة أكبر قدر من الترويع والإحساس بعدم الاستقرار في البلاد، في محاولة مستميتة من قوي الشر لإعاقة تنفيذ خارطة المستقبل، ووقف إعداد الدستور وبناء المؤسسات التشريعية والتنفيذية علي أسس صحيحة وديمقراطية. والقراءة الموضوعية لجريمة الإرهاب التي جرت في سيناء بالأمس، وجريمة الاغتيال التي سبقتها بالقاهرة، تؤكد مدي الخسة والنذالة والجنون الذي أصاب فلول جماعة العنف والإرهاب، بعد عزلها عن مراكز السلطة ومقاعد الحكم تنفيذا لإرادة الشعب،..، وتوضح في ذات الوقت قدر الكراهية والحقد الأسود الذي يضمرونه لمصر وشعبها. لقد أصبح واضحا للجميع، أن فلول الجماعة الإرهابية يسعون الآن بكل الطرق لدمار مصر، وتخريبها وتحويلها إلي دولة فاشلة لو استطاعوا انتقاما من الشعب لرفضه الخضوع لتسلطهم والقبول بحكمهم بعد ثبوت فشلهم الذريع وعدم جدارتهم بحكم مصر، بل وتآمرهم علي الوطن، وخيانتهم للأمانة، وتفريطهم في سيادته ووحدة أراضيه. وفي هذا الاطار، لابد أن ندرك جميعا، ان الحرب الشرسة التي تدور رحاها في سيناء وبقية المحافظات ضد فلول الإرهاب، هي حرب طويلة تخوضها قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزة الأمن وقوات الشرطة، ضد الجماعات الظلامية الإرهابية المنضوية تحت جناح الجماعة، وتحت راية الضلال والتطرف والتكفير والإرهاب والقتل والتدمير، وانها تسعي جميعا للنيل من أمن واستقرار مصر وسلامة أراضيها بالتآمر مع قوي وتنظيمات خارجية دولية وإقليمية لا تريد الخير لمصر ولا لشعبها. وفي ظل ذلك كله، تحتم علينا الوعي بحقيقة مؤكدة، وهي ان الحرب علي الإرهاب التي نخوضها الآن هي حرب شرسة وممتدة وقاسية وغالية الثمن،..، وأي تصور يخالف ذلك هو تصور غير صحيح بالمرة وخاطئ تماما. وعلينا ن نؤمن باليقين أننا لا نملك رفاهية الاختيار بين أن نخوض غمار هذه الحرب أو لا نخوضها،...، حيث ان الخيار الوحيد المتاح أمامنا هو خوض الحرب والانتصار فيها، بالقضاء التام علي فلول الإرهاب وتطهير أرض الوطن كلها من الخونة والمتآمرين والإرهابيين. وفي ذلك نطلب الدعم والمساندة من الله سبحانه وتعالي عظمت قدرته، ونسأله السلامة لمصر وأهلها. »وللحديث بقية«.