نعم مصر اليوم في حرب، رغم نشاط المهندس إبراهيم محلب وزيرالإسكان الذي يعمل في صمت ورغم شعورنا بالحيوية في حركة البناء والتعمير واصلاح الطرق والكباري ولكن بالضبط كما قال الوزير "نحن نعيش الآن مرحلة حرب، وسلاحنا الوحيد فيها العمل،، ولكننا نشاهد أن أداء الحكومة ضعيف وأيديها مرتعشة، فبعض الوزراء كنا نتوقع منهم الكثير لكنهم تاهوا وسط الأزمات، لم يستطيعوا إتخاذ أي قرارحاسم فمازلنا نعاني الفوضي بأبشع صورها ونخضع لإبتزاز جماعة أقسمت ان تهدم المعبد، فإما ان تحكم اوتحرق وتدمر وتقتل الأبرياء، حتي لوكانوا من أبنائها، فيكفي ان تدفع بهم في معركة فاشلة ومحسومة النتائج، ويكفي أن تزرع في رؤوسهم افكارا متطرفة، وتستعين بالإرهابيين لتنفيذ مخطط يائس تعود به الي كرسي السلطة، وتستخدم الطلاب كأعواد حطب، كلما هدأ الحريق يغذونه بأجسادهم ويدفعون بهم وبزملائهم الي الضياع فما زالت الجامعات تعاني الفوضي وطلاب الجماعة المحظورة يعيثون بها فسادا، يحاولون باستماتة وقف الدراسة باقتحام المدرجات والتعدي علي زملائهم واخراجهم بالقوة، الشماريخ والطوب والأسلحة منتشرة بأيديهم والويل لمن يتصدي لهم، كنت اتوقع من وزير التعليم العالي الدكتور حسام عيسي ومن رؤساء الجامعات القيام بدورهم حتي لو استعانوا بالداخلية، رغم أنني أرفض عودة الحرس الجامعي وعودة الشرطة إلي الجامعات لكنها ضرورة لابد منها ولا غني عنها، فيكفينا مانشاهده يوميا بالصوت والصوة من تحول الحرم الجامعي الي ساحة حرب حقيقية . كنت أتوقع ان يتحول كل رئيس جامعة الي وزير في جامعته يتخذ القرارات دون خوف اوإرتعاش، يستعين بالشرطة لتطهير الجامعات من البلطجية، وإتخاذ موقف حاسم مع مثيري الشغب والفوضي بفصلهم فصلا نهائيا وابعادهم، وأن تتعامل الشرطة معهم كأي مواطنين عاديين وليسوا كطلاب فقد خرجوا عن النظام واثاروا الفوضي وحاولوا تعطيل الدراسة فالمظاهرات الطلابية بالاحتجاج واللافتات والوقوف علي الرصيف وليست بالحجارة والشماريخ والمولوتوف، ومكانها الحرم الجامعي وليس المدرجات وسلمية وليست بالاسلحة. كنت أتمني من هؤلاء الطلاب أن يدافعوا عن قضية حقيقية وليس قضية خاسرة، وأن ينتفضوا من أجل البناء وليس الهدم والتدمير،يتركوا الماضي خلفهم لنبدأ صفحة جديدة نطور ونبني ونحارب من أجل استقلال الجامعات وإصلاح منظومة التعليم التي ضاعت ملامحها وتاهت وسط انظمة غير مستقرة وغير فعالة جعلت مستوانا العلمي متدنيا وجعلتنا نفقد ثروة كنا نفخر ونتفاخر بها، ثروتنا البشرية التي أصبحت بلا حول ولا قوة تعاني الجهل والبطالة وتتسول لقمة العيش . والسؤال ماذا ننتظر من عام دراسي ضائع وطلبة تاهوا وسط المظاهرات والمعارك، وماذا ينتظر الاساتذة من طلبة فقدوا اهتمامهم بالعلم والتعليم وصبوا جام غضبهم علي زملائهم ؟