أسامة شلش ما شاهدناه داخل الجامعات المصرية من مظاهرات واعتداءات شيء يخرج عن كل تصور، هل هذه هي صروح العلم في بلدنا صاحب ال 7 آلاف سنة حضارة؟ هل هذا السلوك طبيعي ان يعتدي الطلبة بعضهم علي بعض بعد ان شكلوا من بعضهم ميلشيات تستعين بالبلطجية من خارج الاسوار لتنشر الفزع والرعب بين الدارسين . للجامعة أيا ما كانت هيبتها ويكفي ان يعلم الجميع ان مصر هي صاحبة أول جامعة في الشرق وافريقيا في القاهرة عام 1925 وعندما تصير الجامعات مرتعا للبلطجة ولتصفية الحسابات أو فرض الرأي أو نشر افكار غريبة فتلك مصيبة. عندما طالب الجميع بإلغاء الحرس الجامعي منذ سنوات كان بهدف وقف تدخله في شئون الجامعة علي اي مستوي بفرض رأي أو التدخل في تعيين شخص علي حساب آخر لمجرد الولاء كما كان يحدث، ولم يكن المتصور ان تصير الجامعة فوضي لا تستطيع ان تحمي نفسها من ابنائها قبل غيرهم. للأسف واقولها بقلب جامد لا تعليم ولا دراسة في جامعاتنا علي كل مستوياتها ودرجاتها اللهم في القليل النادر الطلبة مشغولون بالمناوشات السياسية بعد ان حصلوا علي الحرية الكاملة بعد ثورة يناير انصرفوا عن الكتب والمحاضرات والمراجع والمدرجات وتفرغوا للتظاهرات والتشابك بكل أنواع الاسلحة. ما حدث في جامعة عين شمس خير دليل علي ذلك وتماما كما كتبت الأخبار في تغطية احداثها »حرب شوارع« داخل اسوارها في مشهد اعتقد انني لم اشهده في حياتي بين طلبة جامعيين، في زماننا عندما كنا طلبة في اوائل السبعينيات كانت التظاهرات من اجل الوطن مصر وفي حدود الأدب والاحترام للجامعة قبل انفسنا ولكن الجميع كان يلتزم بالعلم والدراسة والمدرج وكامل الاحترام للأساتذة. مع كل الاحترام للجامعات فقد فقدت في بلدنا دورها التعليمي لان الطلبة تجرأت علي العلم وعلي الاساتذة وصار البرشام والملخصات والاسئلة التي يحددها بعض الاساتذة لطلبته هي السبيل للنجاح، اما ما تعرفه الجامعة من قاعات البحث والمكتبات والابحاث فلا علاقة لطلبة هذا الزمان به حتي انهم يطلقون علي انفسهم طلبة دليفري. ما حدث داخل جامعة عين شمس كارثة بكل معاني الكلمة وما وقع داخل جامعة المنصورة قبلها جريمة تدفع ثمنها مصر كلها وكذلك الحال في بعض الجامعات الاخري، لا اتخيل طلبة تقوم بمظاهرة في جامعة حلوان لمجرد ان نتيجة احدي المواد لم تعجبهم وطالبوا باعادة تصحيحها او اعفاء الدكتور من تدريسها، شيء غريب علي المجتمع الجامعي لقد كان الاستاذ في القديم شيئا له هيبته واحترامه والجامعة لها قدسيتها فلما فرطنا في ذلك كله. إنني اطالب المجلس الأعلي للجامعات ووزير التعليم العالي اذا كان له دور عليها في ظل استقلالها المزعوم ان يبحثوا عن الاسباب الحقيقية لتردي مستوي التعليم والتربية قبله لانهما السبب في تلك الظاهرة التي تهدد كيانات لها احترامها. لقد حزنت ان احدي الدول العربية ارسلت لاحدي الجامعات الاقليمية تؤكد فيها انها لن تعتمد شهاداتها لانها ليست علي المستوي!!.. كارثة وفضيحة.