حاول الزميل الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق رئيس تحرير المصري اليوم في خبطته الصحفية بأول حوار مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي صاحب الشعبية الطاغية في الشارع المصري أن يأخذ منه سبقا صحفيا بسؤاله: ماذا لو طلبت منك الجماهير الترشح للرئاسة؟! في رأيي أن هذا السؤال كان داهية بذكاء. فياسر أراد أن يكون له السبق الصحفي لو أجاب السيسي بالإيجاب بنعم للترشح للرئاسة نزولا علي إرادة الجماهير.. ولو قال السيسي »لا« لن يترشح فبخبث ناصري قد ورطه أمام الشعب فيأخذ المرشح الناصري الزميل الأستاذ حمدين صباحي هذا الخيط ليكون حائط صد أمام ترشح السيسي في المستقبل.. لكن السيسي ثعلب المخابرات الحربية أجاب بذكاء وداهية ومهارة الثعلب بأن الوقت ليس مناسبا للسؤال.. والله غالب علي أمره.. فقد أبقي الباب مفتوحا للتكهنات. ولظهور جميع المشتاقين علي السطح. وهذا الرد الذكي من ثعلب المخابرات الحربية الذي ليس له مطمع في السلطة أو الحكم يؤكد لنا أن قرار السيسي الجاد بعد نجاح الجانب الأكبر من خارطة الطريق للمستقبل بعد الانتهاء من الدستور والانتخابات البرلمانية حتي لايدعي أحد ان السيسي قام بالانقلاب من أجل السلطة.. قرار السيسي سيكون بإذن الله هو قرار الشعب بترشحه للرئاسة وسوف يستجيب السيسي لقرار الشعب فهو الأقدر علي قيادة البلاد بعد أن أصبح بطلا شعبيا في قلوب المصريين. كشف لنا حوار الأستاذ ياسر رزق ابن »الأخبار« ورئيس تحريرها السابق عن تشكيل ووجدان وأصالة ووطنية السيسي صاحب الشعبية الطاغية في قلوب المصريين وتكوينه الفكري ووازعه الديني الذي تربي عليه في الجمالية بحي الحسين وتأثره بقدوته ومثله الأعلي بالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وصحابته الأبرار الذين اقتدي بهم في رشدهم في فهم صحيح الدين.. ووسطية الأزهر التي شكلت وجدانه كمصري متدين وسطي يعشق وطنه ويتفاني في سبيل رفعته وتقدمه وحماية حدوده.. الحوار ليس خبطة صحفية فقط من الطراز الأول بل جاء كوثيقة تاريخية توثق هذه المرحلة الانتقالية التاريخية بعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 حيث أنقذ الجيش البلاد من حرب أهلية وأوقف السيسي مخطط جماعة الاخوان المجرمين التي استولت علي الحكم واغتصبت وطنا للتمكن من مؤسسات الدولة وأخونتها. وكشف السيسي بصدق عن خطأ التهاون مع جماعة الاخوان الحاكمة ومخططها لتقسيم مصر إلي دويلات وتقسيم الجيش المصري إلي جيش حر بجانب المنظمات الارهابية في سيناء وانقذ مصر من السيناريو السوري. كما كشف السيسي عن قناعته بعدم تغليب المعزول مرسي مصلحة البلاد علي مصلحة الجماعة التي تعود إلي السمات الشخصية للرئيس السابق وعلاقته بالجماعة ونظامها وأهدافها الحقيقية فالرئيس المعزول لايريد أن يكون رئيسا لكل المصريين بل رئيسا لجماعته وأهله وعشيرته ووضح هذا من خلال خطاباته الموجهة إلي جماعته وعشيرته التي دفعتهم إلي العنف والتدمير والتخريب بعد عزل مرسي. فقد قال السيسي بشجاعته للمعزول مرسي: »لقد فشلتم وانتهي مشروعكم«.. ولم يكن أمام السيسي أكبر من الذي كان يمكن دفعه يوم 3 يوليو.. كان الثمن ان يدفع حياته ومستقبله ثمنا لتأييد ثورة الشعب في 30 يونيو.. أكد السيسي ان شعب مصر خرج يوم 30 يونيو لأنه خاف علي وسطيته وبلده ومستقبله وأكد علي ان دعوته للنزول يوم 26 يوليو من أجل تفويضه لمواجهة الارهاب والعنف بقدر ما كانت اظهارا أمام العالم علي الإرادة الشعبية في التعبير بعد ارتفاع الأصوات المضلة التي كانت تشكك في إرادة الشعب وتسعي للحشد الخارجي ضدها تحت ذرائع الادعاء بالانقلاب العسكري. السيسي بانهاء حكم الاخوان أثبت انه قائد عسكري فذ وثعلب وداهية ومخلص لبلده فأصبح صاحب الشعبية الطاغية والبطل الشعبي في قلوب المصريين. مبروك يا ياسر هذا النجاح الكبير.