كل كلمة نطق بها الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة في الحلقات الثلاث من حواره مع الصديق العزيز ياسر رزق رئيس تحرير "المصري اليوم" ترسخ بداخلنا حقائق لا تخطئها عين.. وهي ان السيسي رجل سياسي وليس عسكريا فذا فقط.. وانه وطني حتي النخاع عاشق لتراب هذا البلد ومحب لشعبه..وانه متدين وسطي إلي أقصي حد. هذا الحوار الممتع جاء في وقته واحيي ياسر رزق علي هذا السبق الصحفي.. والحوار مكتظ بالمعلومات والتغريدات وكل عبارة فيه تصلح "مانشيت" انفراد.. ولكن دعونا نقفز إلي السؤال الأخير من الحلقة الثالثة مباشرة والذي ليس منه بد فعلا: ماذا لو طلبت منك جماهير الشعب ان ترشح نفسك وتخوض انتخابات الرئاسة.. كيف سيكون موقفك؟؟ الفريق أول السيسي قال نصا: "الأمر الذي تتحدث فيه أمر عظيم وجلل.. لكني أعتقد ان الوقت غير مناسب الآن لطرح هذا السؤال في ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيداً عن انجاز خطوات خارطة المستقبل التي سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن".. ثم صمت السيسي لحظات وقال: "والله غالب علي أمره". هذه الاجابة الذكية جدا تحتمل ثلاثة أوجه لا رابع لها.. وكل وجه منها وارد.. وعلي كل منا ان يفسرها كما يشاء ويرغب ويتمني: * قد تفسر علي أن السيسي غير طامع أو راغب أصلاً في الترشيح للرئاسة.. ولكنه التزم أيضا منذ البداية وأمام ملايين الملايين بالرضوخ للارادة الشعبية.. وبالتالي لن يستطيع ان يخذل أو يصدم الشعب اذا طلب منه الترشيح في الوقت المناسب.. علي الأقل بعد انجاز خطوتين من خطوات خارطة المستقبل الثلاث.. الدستور والانتخابات البرلمانية.. والله غالب علي أمره. * وقد تفسر علي انه راغب في الترشيح كحق دستوري له مثلما هو حق كل مصري وانه يملك المقومات التي تؤهله لتولي هذا المنصب ولكنه لا يريد اثارة مشاكل لا لزوم لها الآن أو التسبب في اطلاق افتراءات وأكاذيب جاهزة ومعلبة تؤدي حتماً إلي تشتيت الانتباه والجهود ولذا فمن الذكاء تأجيل اعلان رغبته حتي تنتهي التحديات والمخاطر ويتم انجاز معظم الخارطة.. وساعتها يمكنه الترشيح.. والله غالب علي أمره. * وقد تفسر علي انه لا يجد نفسه الا في خندق "العسكرية" الذي يخدم منه وطنه وشعبه.. وبالتالي لن يرشح نفسه مهما كانت الضغوط.. لكنه لا يريد ان يصدم الآن من يأملون فيه ويرغبون في ترشيحه نظرا للظروف التي ذكرها ولذا يفضل اعلان عدم الترشح في الوقت المناسب للبلاد والعباد.. والله غالب علي أمره. ورغم ان كل وجه من الأوجه الثلاثة وارد كما قلت.. فانني مقتنع بالوجه الأول وهو ان الفريق أول السيسي لا يرغب فعلاً في الترشيح وانه عندما قال ان شرف تحقيق ارادة الشعب أشرف لديه من شرف رئاسة مصر كان صادقاً ومقتنعاً بل ومؤمناً بما يقول.. ولكنه في النهاية سيترشح نزولاً علي طلب ورغبة الشعب الذي يتوق لرئيس قوي يعبر به هذه المرحلة الحاسمة والخطيرة من تاريخ الوطن.. خاصة ان السيسي هو الشخصية العسكرية الوحيدة المتفق عليها من 95% من شعب مصر ليكون رئيساً لمصر "الجديدة". الشعب- فيما عدا الاخوان واتباعهم وأذيالهم- يحب السيسي فعلاً ويثق فيه حقاً.. واذا الشعب يوما أراد "السيسي" فلابد ان يستجيب القدر.. والله غالب علي أمره.