لمن يوجه الداعون إلي المصالحة الوطنية دعوتهم.. وماذا يبتغون من ورائها؟ هل هدفهم المصالحة بين جماعة الإخوان والنظام الحاكم أم بينها وبين الشعب؟ لو أنهم يسعون إلي الهدف الأول، فالنظام لا يستطيع ولا يملك التصالح دون قبول الشعب ورضائه، ولماذا يتصالح الشعب؟ واقع الحال الذي عشناه منذ ثورة يناير 2011، يؤكد أن جماعة الإخوان ليست إلا جماعة إرهابية، وأنها المتهم الأول في كل الجرائم الإرهابية وأعمال العنف والتخريب واسالة الدماء في الشارع منذ ذلك التاريخ وحتي الآن، ومازالت الجماعة مستمرة في ارتكاب جرائمها! فهل يكون التصالح بمثابة صفقة لتتوقف الجماعة عن جرائمها وينعم الشعب بالأمن والأمان والاستقرار؟ لو أن الصفقة لتحديد هذا الهدف، فإنه يبرز الدولة في مشهد مهين من الضعف والخنوع والاستسلام، وهو ما لا يقبله أي مواطن، خاصة عندما يكون التصالح مشروطا بتنفيذ طلبات لهذه الجماعة في مقدمتها الافراج عن جميع انصارها من السجون. الداعون إلي هذه المصالحة هدفهم انقاذ الجماعة ولكنهم يريدون أن تتم عملية الانقاذ للجماعة وهي في مشهد المنتصر ولا يعنيهم الدولة ولا من يعيش علي أرضها. الشعب لن يقبل بأي تصالح مع جماعة حولت حياته إلي جحيم بجرائمها الإرهابية. وليس هناك سوي القانون هو من يفصل بين الجماعة والشعب، فلا ترضخوا للإرهاب.