بدأت معركة الانتخابات الرئاسية مبكرا.. وبدأ معها السؤال الذي بدأ يشغل باب المصريين الان " من هو رئيس مصر القادم ".. ويبدو ان ماحدث للرئيس المعزول مرسي أو المخلوع مبارك بل وكل الرؤساء السابقين لم يترك عظة لدي الكثيرين ممن يسعون لعرش مصر الجديدة.. ويبدو ايضا أن للكرسي بريقا وجاذبية تهون امام قوتها كل المخاطر والنهايات المأساوية . وكما قلت فالنهاية المأساوية لم تنل فقط مرسي ومبارك بل كل رؤساء مصر بل وحكامها ربما منذ قرون.. لن نرجع للماضي البعيد وما لاقاه الكثير من الفراعنة من مؤامرات.. ولاحتي الماضي القريب وحدث للكثيرين ممن حكموا مصر سواء من المماليك.. ومقتل ايبك لنهاية شجرة الدر "بالقبقاب ".. وصولا لاسرة محمد علي والتي انتهت بخلع الملك فاروق وطرده شر طردة من مصر.. ولعل كل من حمل لقب رئيس اشتركوا جميعا في النهاية المأساوية بدءا من اللواء محمد نجيب الذي حمل رأسه علي يديه وقبل بقيادة ثورة لتنظيم مصيره مجهول وربما أطاح به للسجن وحبل المشنقة.. وبعد نجاح الضباط الاحرار ووضع محمد نجيب علي كرسي الحكم.. لم يهنأ كثيرا وكان مصيره المأساوي في منفاه واقامته الاجبارية وحيدا بين القطط الضالة حتي فارق الحياة وحتي الان لم يتم انصاف الرجل.. ثم الزعيم جمال عبد الناصر والذي مهما اختلفنا واتفقنا علي سياساته وحكمه.. لكن لا يختلف أحد علي ان مصر حظيت بمكانة دولية في عهد ناصر لم تحظ بها من قبل أو بعد.. والكلام يدور ويتناقل حول موته مسموما.. والرئيس الفذ محمد انور السادات الذي سبق عصره بذكائه ودهائه وحقق لمصر نصرا سيذكره التاريخ للأبد.. ورغم ذلك كان القتل يوم عرسه هو مشهد النهاية له.. ومبارك بما له وما عليه.. بفساد حكمه وإزهاق الامل والطموح السياسي لدي المصريين.. وإن كنا لا ندري أهو في عداد الاحرار أم مقيدي الحرية لكن يكفيه ما يعتبره الكثيرون مشهد النهاية له خلف القضبان مسجونا منبوذا هو وإبناه وشطب اسمه من كل صفحات تاريخ مصر المضيئة وإلقائه في الصفحات المهملة أو السوداء.. وامامه في الصفحة المقابلة بهذا الركن من كتاب تاريخ مصر أول رئيس مدني منتخب بإرادة حرة للمصريين.. فخان وعوده.. وباع شعبه لصالح جماعته.. وحاول تغيير مجري التاريخ والهوية المصرية.. فكان له المكان المستحق بعد ثورة حقيقية من الشعب الذي انكسرت قيوده وأصبح أقوي من أي شخص يحكمه. الان وبعد هذا السرد السريع لنهاية حكام مصر.. لازال الكثيرون يتسابقون ويشتاقون وسوف يتكالبون علي الكرسي.. ولاندري أسعيا لحمل لقب رئيس مصر.. ام شوقا للبدلة الزرقاء مع خاتم أحمر في سجله يحمل كلمة واحدة " سوابق "! يبقي السؤال المهم الذي سنحاول وضع اجابة له في مرات قادمة "من يستحق أن يحكم مصر".. وهل سيكون جديرا بهذا الشرف؟