قال الكاتب الصحفي أحمد الجار الله، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية، الصديق الشخصي للرئيس السابق حسني مبارك، إن مصر لم تشهد في تاريخها حاكما أشاد بالحقبة التي كانت قبله، مؤكدًا أنه منذ فجر التاريخ إلى اليوم تنفرد مصر عن غيرها من دول العالم, القديم والحديث, بظاهرة أن كل سلطة تلغي ما قبلها وتحاكمها وتدينها, ما يؤدي إلى نهاية مأساوية لرموزها. وأضاف: لم تشهد مصر أن عاش فيها في العهد الجمهوري رئيس سابق يتمتع بكامل حقوقه المدنية وآخر حالي يحكم ويمهد الحكم لمن يليه, وكأن لعنة تلاحق كل من يتولى زمام الحكم في هذه الدولة العريقة, فالهكسوس الذين احتلوها لم تدم سيطرتهم طويلا وطردوا منها, واحد فراعنتها غرق في البحر, بينما الحاكمة الشهيرة كليوباترا انتحرت. وأشار الصديق الشخصي للرئيس السابق حسني مبارك إلى تاريخ العصور الإسلامية في مصر شهدت مآسي أيضا لم تتغير نهايات الحكام عما سبقهم في العصور الغابرة, فقطز قُتل ومثله الظاهر بيبرس, وعز الدين أيبك اغتيل, وكانت خاتمة حكم المماليك مجزرة أودت بكل قادتهم, بينما شجرة الدر قتلت جراء الضرب بالقباقيب, اما العثمانيون فتقاتلوا للاستحواذ على السلطة في ارض الكنانة حتى أفنوا بعضهم بعضا. وأضاف الجار الله : لم يكن مصير من جاءوا إلى الحكم أفضل حالا من سابقيهم, فإذا كان محمد علي باشا أصيب بالخرف، فإن عباس حلمي الأول اغتيل في بنها, والخديوي إسماعيل سجن لفترة ومن ثم نفي إلى الخارج, بينما الخديوي عباس حلمي الثاني خلعته بريطانيا, والملك فاروق نفته ثورة 1952 إلى الخارج, ولم يستقم الحكم لأول رئيس جمهورية محمد نجيب أكثر من 18 شهرًاً حتى سرق منه جمال عبد الناصر السلطة وفرض عليه الإقامة الجبرية، فمات قهرا قبل سنوات, كما أشيع أن عبد الناصر مات مسموما أو قتله الإرهاق, وأنور السادات اغتيل أمام العالم أجمع حين كان يستعرض الجيش في السادس من أكتوبر العام 1981. وأكد الجار الله أن مبارك رغم ما قدمه لشعبه ولمصر فإنه لقي نفس المصير حين تم خلعه من الحكم والإطاحة به وألقي في السجن. وأضاف: إن الأمثلة واضحة وجلية أمام كل الطامحين إلى حكم مصر الآن, وهو ما يبعث الخيبة والخوف من الإقدام على ذلك في نفوس الغالبية, فمن سيغامر منهم بمستقبله ويرسم نهايته التراجيدية إذا هو حكم مصر, إذ لا يكاد ينسى الفرعون حتى يتذكر الخديويات والرؤساء الذين سبقوه, ولكل منهم قصة لا تقل غرابة عن غيرها?