التطعيم والوقاية لمواجهة انفلونزا الخنازير كلفت الخزينة العامة 200 مليون جنيه أين ذهب فيروس أنفلونزا الخنازير؟ هل كان وهما انسقنا وراءه جميعا شعوبا وحكومات ؟ أم خطأ في التقدير من منظمة الصحة العالمية.. أم - كما زعم الكثيرون - مجرد مؤامرة دبرتها شركات الدواء لترويج أدويتها ولقاحاتها وتعظيم مكاسبها ؟ الأحداث التي عاشها العالم كله أكدت أن الفيروس ليس بالخطورة التي دفعت منظمة الصحة العالمية لرفع تحذيراتها للدرجة القصوي .. و جعل الحكومات تنساق وراءها وتنفق المليارات في شراء اللقاح والتامي فلو والمطهرات والأقنعة الواقية و غيره .. استعدادا للوباء المنتظر. والآن انتهت حالة الطوارئ ووجدت الدول نفسها أمام كميات ضخمة من فائض اللقاحات وخسائر مادية كبري كان من الممكن توجيهها لمشروعات صحية أخري أكثر الحاحا.. فأين الحقيقة .. وهل الذعر الذي أثاره هذا الفيروس كان بلا مبرر ؟ في البداية يقول الدكتور عبد الرحمن شاهين المستشار الاعلامي والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة ان الفيروس تراجع بالفعل الي حد كبير .. وان هذا التراجع جاء مخالفا للسيناريو الخطير الذي كان متوقعا لكننا رغم ذلك لا نستطيع ان نفول أن الخطر انتهي تماما .. فاحتمال التحور قائم وفي اي وقت. اما من ناحية المبالغة في اثارة الذعر عالميا من هذا الوباء فقد رجع ذلك لعدة اسباب اولها أن منظمة الصحة العالمية وضعت تصورا او سيناريو محددا للانتقال من مرحلة لاخري اعتمد علي معيار واحد فقط هو سرعة انتشار الفيروس..ولم يأخذ في الاعتبار اي عوامل اخري مثل شدة وضراوة الفيروس اوالحالة الاكلينيكية للمصابين .. وكان هذا هو التحفظ الذي اعلنه وقتها وزير الصحة.. وترتب عليه قرار الوزارة بالتعامل مع الموقف بما يتلاءم مع ظروفنا الخاصة وعوامل الخطورة الموجودة لدينا. - هل معني ذلك ان منظمة الصحة العالمية تسرعت في تقديرها للموقف والاعلان عن المرحلة السادسة ؟ د. شاهين : المنظمة بررت هذا الموقف بعدة عوامل هامة من واقع مسئوليتها .. اولها ان سرعة انتشار الفيروس جغرافيا لم يسبق لها مثيل علي مستوي العالم من قبل. ثانيا الخوف من تكرار ما حدث عام 1918 حينما ظهر هذا الفيروس في اسبانيا .. حيث كانت الموجة الاولي ضعيفة.. ثم تحور الفيروس خلال شهور قليلة الي سلالة شديدة الضراوة قضت علي اكثر من ثلاثين مليون مواطن علي مستوي العالم.. ثالثا ان المنظمة هي المسئولة عن الامراض الوبائية العالمية وان القاعدة العامة في علوم الوبائيات تؤكد علي اتخاذ جميع التدابير والاجراءات الوقائية مع وضع السيناريوهات الصعبة في الاعتبار الفاتورة 200 مليون - ولكن هذا التسرع او المبالغة ادت لعبء كبير وخسائر ضخمة علي جميع الحكومات .. فكم بلغت فاتورة مواجهة انفلونزا الخنازير في مصر؟ بالطبع حدث عبء مادي كبيرعلي جميع حكومات العالم ولكن في مصر وصلت فاتورة المواجهة الي 200 مليون جنيه لشراء جرعات تامي فلو وجرعات اللقاح والمطهرات والاقنعة الواقية والمعامل وكواشف التحاليل وغيرها .. ولم يكن من الممكن تجنب هذه التكلفة لان هناك مسئولية للحكومات تجاه شعوبها .. تماما مثل ضرورة شراء وتوفير الاسلحة حتي في حالة السلم . لا فائض ماذا عن فائض اللقاح .. وهل هناك فئات يتم تطعيمها حاليا؟ د. عبد الرحمن شاهين : التطعيم لا يزال ساريا واجباريا للمعتمرين فقط .. وسيستمر ذلك حتي انتهاء موسم العمرة في سبتمبر وهو تطعيم مجاني .. اما فائض اللقاح فلن يوجد لدينا فائض بعد انتهاء موسم العمرة لاننا اوقفنا استيراد باقي الجرعات التي تعاقدنا عليها وهي ثلاثة ملايين ومائة الف ولم ندفع الا ثمن ما استلمناه فقط وهناك تفكير عالمي حاليا من منظمة الصحة العالمية لاضافة لقاح انفلونزا الخنازيرالي لقاح الانفلونزا الموسمية. - هل انتهت جميع الاجراءات التحفظية في المدارس ؟ د. شاهين : نعم انتهت جميع اجراءات الغلق والحجز .. وانتهت معها حالة القلق ليس وهما ويري الدكتور حمد الله زيدان رئيس شركة الامصال واللقاحات ان فيروسh1nl لم يكن وهما بل كان وباء حقيقيا وان المبالغة في التعامل معه هي موقف ايجابي .. فمع اي وباء لابد من وضع كل السيناريوهات وتوقع التحور والاستعداد له وأخذ كل الاحتياطيات اللازمة .. وعدم تحور الفيروس ليس معناه انه لم يكن موجودا. - ولكن في كل عام تظهر سلالة جديدة للانفلونزا وبعضها يكون ضحاياه اكثر من ضحايا h1nlفلماذا كانت الاستعدادات المكثفة لهذا الفيروس بالذات ؟ - د. حمد الله زيدان : لانه كان سريع الانتشار بصورة لم يسبق لها مثيل وهذا النوع من الفيروسات حينما يتحور يودي بملايين الأرواح خلال وقت قصير. - ولكن هذه الاحتياطات تراوحت شدتها من دولة لاخري ؟ - ربما كان ذلك يرجع لظروف وامكانيات كل دولة .. بدليل ان هناك دولا طعمت كل مواطنيها. - التطعيم للجميع !- وماذا عن فائض كميات اللقاح التي تراكمت لدي الدول بعد رفض المواطنين للتطعيم ؟ ابتسم قائلا : اقول للذين يرفضون التطعيم ان هذا التطعيم بدءا من الموسم القادم سيدخل ضمن تطعيم الانفلونزا العادية التي يأخذها الجميع .. واقول للذين يخشون منه ان عدد الذين اخذوه حتي الان وصل الي اكثر من 150 مليون مواطن ولم يحدث اي شئ .. وهو ما يؤكد كذب الادعاءات التي روجها البعض عن اللقاح. هل مازال احتمال تحور الفيروس قائما؟ بالطبع مازال الاحتمال قائما وفي اي وقت.