الإسلام هو الحل..ستظل هذه العبارة حقًّا حقيقاً بالفهم والتنفيذ، وإن رفستها جماعات الإسلام السياسي بعد أن غمرتها حتي النخاع في بحار السياسة الآسنة، وسلكتها في قرن واحد بأهواء الساسة وزلاتهم.. فقد جاء الإسلام نقيًّا واضحاً لا لبس فيه ولا غموض، جاء ليُخرج الناس من ظلمات الجهالة إلي نور الحق وساحة الحلم، ومن ضيق الأفق والكبر والغرور، إلي سِعة البر والتراحم والتواصي بالحق والصبر، ومن العزة بالإثم، إلي الخضوع والانكسار للمؤمنين " أذلة علي المؤمنين " وهذه الشذرات من المبادئ الإسلامية مُضافة إلي كثير غيرها، كانت هي الحل دائماً، وستكون هي الحل دائماً، ولا حلّ سواها لهذه الأمة، إن أردنا حقًّا الخروج من وهداتنا العميقة المظلمة التي نخبط فيها خبط عشواء، بعيداً عن مهارف الساسة الذين يُلصقون أنفسهم بالإسلام، أو اقتباس قانون من هنا أو سلوك من هناك، حتي أصبحنا لا نأخذ من الغرب إلاّ أوساخه، سواء ملابسه الخليعة أو أفكاره الشاذة بإنشاء مجموعات التخريب التي تتبع الأندية، والبلاك بلوك، وغيرها من مذاهبه القميئة التي لو دخل جحر ضبّ لدخلناه وراءه جرياً خلفها وبحثاً عنها..في الوقت نفسه الذي يتكاءدنا السعي شطر علمه المتقدم الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض. ولقد كان من الخبل البواح أن تتلفع بالإسلام جماعات لتتحدث باسمه أو تقرن نفسها به، لتتخذه مطية لتقضي وطراً سياسياً، ومآرب أخري، حتي إذا خلطت عملاً صالحاً وآخر سيئاً، حسبته الدهماء من مناهج الإسلام، مع أن السيئ من أنفسهم ومن الشيطان لا دخل للإسلام به.. فلطالما كان الإسلام أقوم قيلاً وأهدي سبيلاً ممن يتناطحون تحت رايته.