ويُقضي الأمر حين تغيب تيم * ولا يُستأذنون وهم شهود..أصبح هذا هو حال الشعب المصري الآن الذي يبدو أن ثورته تراوح مكانها لا تزال، قابعة في جُبّ المخاوف والظنون، رغم ما تراه أعين الناظرين من زواق أخذ بتلابيب الجسد دون الروح، وأصاب الظاهر ولم ينفذ إلي الأعماق..ذلك الشعب الذي استفاد بدماء شهدائه من استفاد، وتاجر بمصابيه من تاجر، وبقي هو رهين محبسيه: الفقر والمرض، وإذا رفع صوته المبحوح معترضاً، قالوا هي مطالب فئوية، والصبر مفتاح الفرج، والدنيا لم تُخلق في يوم، إجابات قديمة بألسن جديدة حداد أشحة علي الخير..وبقي الشعب وحيداً في هوجة الصفقات والتربيطات، تطحنه رحي برلمانه حيث أولي خطاه عثار، وعد ولم يف، ارتفع بآمالنا ثم هوي، ترك الشعب الذي انتخبه يعيش في خبط عشواء، واهتبل هو مكاسبه السياسية المشتهاة، مصر مبتلاة بحكامها، قالها مبارك: أنا أو الفوضي، وقالها جده فرعون: " ما أريكم إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد " حتي قال عن موسي عليه السلام : " إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يُظهر في الأرض الفساد" أصبح موسي هو المفسد وفرعون هو التقي الولي، كلهم يظنون هذا. وبقي الشعب وحيداً ينظر إلي برلمانه من طرف خفيّ وهو يردد ما قال الشاعر: خوفي عليك وخوفي منك يملؤني * رعباً من اليوم مصحوبا برعبي غد.