صبرى غنيم - عجبي أن أري لأول مرة كاتبا إخوانيا يدعو الرئيس مرسي الي الأخذ بالنموذج التركي في تفقد أحوال رعيته من الفقراء، أقولها صراحة بعد أن وقفت طويلا أمام المقال الأسبوعي للكاتب الصحفي الأستاذ سليمان قناوي رئيس تحرير أخبار اليوم، وقد شدني مضمونه لأنه يتعلق بالغلابة المطحونين الذين يمثلون جموع المصريين. كلماته أثلجت صدري وهو يطالب الرئيس مرسي بأن يكون صورة طبق الأصل من رئيس الوزراء التركي أردوغان والذي كان يقوم خلال شهر رمضان بزيارات لأكواخ الفقراء في الريف ويطرق باب أحدهم قبيل أذان المغرب وهو يسأل أصحاب الكوخ إذا كان من الممكن أن يقبلوه ضيفا علي الإفطار ليتناول معهم أكلهم البسيط، وعلي حد ما ذكره زميلنا في مقاله أن زيارات أردوغان كانت تجري في سرية وقد كانت مفاجئة وبدون حراسة وكان يرفض اصطحاب كاميرات التليفزيون أو الصحفيين برفقته مكتفيا بنشر أخبار الزيارة في اليوم التالي من خلال خبر صغير بغرض تحفيزه للأثرياء في أن يمدوا أيديهم للفقراء .. - من الواضح أن زميلنا الاخواني الكاتب الأستاذ سليمان قناوي متفائل.. فكونه أن يدعو الرئيس في أن يفعل ما كان أردوغان يفعله، فقد فاته طبيعة المناخ الذي يعمل فيه الرئيس الآن في ظل الانفلات الأخلاقي الذي تعيش فيه البلاد.. وهل يستطيع الرئيس في هذه الظروف أن يطرق باب غرفة غلبان في قرية من قري مصر، ربما يأتي يوم لو حدثت فيه المعجزة التي ننتظرها واستقرت الأوضاع وعاد الأمن والأمان لهذا البلد.. وهذا يدعونا الي المطالبة بالتخلي عن الزعامات الوهمية وعلي أن نتعامل مع الشرعية ونطالب الجماعة بأن ترفع وصايتها فمن حق المصريين أن يشعروا باستقلالية الرئيس ولا شأن لرموز الجماعة في سياسته، اه لو تحقق هذا لاستقرت الأوضاع السياسية في البلاد وأصبحت الأحزاب والجماعات للمشورة والرأي لا لتخطيط السياسات أو لصناعة القرارات .. - وهنا أسأل لماذا لا نعيش مثل غيرنا.. لماذا لا نأخذ بالتجربة التركية ونناطح السوق الأوربية كما تفعل تركيا كدولة اقتصادية لها مكانتها في العالم بعد أن هجرت الفقر والاكتئاب وأصبحت صانعة للحضارة.. لم يخطئ زميلنا الكاتب سليمان قناوي وهو يتحدث عن النموذج التركي لكن هل يسمعه أحد من عباقرة الحزب الحاكم ويتبنوا تطبيق النظام التركي في حكم البلاد حتي نشم نفسنا.. لا أعرف لماذا يتمسكون بالنظام الأفغانستاني هل لأنه يتفق مع فكر التنظيمات الجهادية وهل البلد ناقصه صراعات دموية.. لا أعرف كيف استسلم رجال الجماعة أصحاب العقول النيرة للاتجاه الي النظام الدموي الافغانستاني.. لم نسمع موقفا لرجل الأعمال حسن مالك في التمسك بتطبيق التجربة التركية مع أنه علي قرب من حالة الاكتئاب التي يعاني منها الشارع المصري، هل مصر أكثر إسلاما من تركيا التي يحكمها الإسلاميون .. - علي اي حال دعوني أحيي زميلي الاستاذ سليمان قناوي علي رؤيته الشجاعة، ووقفته مع الغلابة وكونه أن يخصص مقاله الأسبوعي ليذكرنا بسكان القري والنجوع وسكان العشوائيات الذين قرصهم الجوع وطحنتهم البطالة ووقف الحال .. فهي شجاعة منه وهو يصف حال هؤلاء الغلابة وهم يبحثون عن طعام يومهم حتي ولو اختصروه في وجبة واحدة.. نعم إن صراع هؤلاء الغلابة للوصول الي هذه الوجبة أهم من صراع أصحاب السيجار الكوبي علي الحوار الوطني .. فالأحق بالحوار الوطني هؤلاء الغلابة في طلب الضمان لقمة العيش لهم ولأولادهم عن تطلعات أصحاب الجاجوار والشبح.. وكون أن يدعو رموز المعارضة في أن يكونوا مثل الإخوان في اكتساب الأصوات من خلال مشاريع الخير.. أنا معه وكنت قد سبقته في هذه الدعوة لأنني أري أن هؤلاء الغلابة يمثلون الأصوات الحقيقية وأن علاقاتهم بالاخوان ليست علاقة انتخابات بل هي علاقة إجتماعية قائمة علي البر والتقوي.. فالمشاريع الخيرية للإخوان كانت من قبل ثورة يناير فقد كنا نراهم يقيمون عيادات خارجية داخل القري المصرية لعلاج الغلابة بالمجان، وكانوا يقيمون فصولا لتقوية طلاب جميع المرحلة الثانوية بالمجان، وفي الأعياد يتطوعون لزيارة المرضي والمساجين يحملون لهم الزاد والزواد.. فماذا تتوقع منهم في الانتخابات ومن الاحق بأصواتهم بعد كل هذه الخدمات.. من الطبيعي أن الفائز هم جماعة الإخوان وهذا حق لهم، لذلك تراهم علي ثقة يوم أن يقولوا فلنحتكم للصندوق.. فأين المعارضة من هذه الخدمات.. لذلك أقول لقد بح صوتي وأنا أنادي بنزول المعارضة علي ساحة العمل الاجتماعي في القري والنجوع فهذا العمل أفضل لهم من النزول في التحرير أو محيط الاتحادية.. أن تترك بصمة في بيت محتاج، تجد صوته جانبك.. المهم ألا تكون بصمة مؤقتة حتي لا تصبح رشوة.. ختاما أقول أحسنت يا أستاذ سليمان وأنت تكشف عن هويتك بشجاعة وتقول كلمة حق لعل إخوانك في الجماعة يأخذون بها وسأضع علي رأسك قبلة يوم أن تصبح مصر تركيا الشرق الاوسط في شكل النظام وليس في شكل الهوية المصرية .