سؤال يلح علي الجميع، لكن لا أحد يستطيع الاجابة عليه منفردا. الاجابة لابد ان تكون جماعية تصور احتكار الحل الذي يقود باتجاه تجاوز احتمال الانهيار، أو الاندفاع نحو فوضي لا يعلم مداها إلا الله، بات اقرب إلي مشارف الجنون ماذا بعد الغضب؟ ما هي ملامح الموجة القادمة من الاحتجاج؟ كيف نكسر الحلقات الجهنمية من العنف والعنف المضاد؟ كيف نتفادي السقوط في هوة الفوضي؟ إلي أين تقودنا خطواتنا وخطر الانهيار لن تستثني أحدا؟ مرة اخري يبقي السؤال المحوري: ما العمل؟ من قلبه تتوالي الاسئلة كدانات المدافع الثقيلة التي تهدم وتخرب وتدمر، لانها لا تجد اجابات، أو حتي تفكير جاد وايجابي في تقديم اجابة للسؤال الاساسي، قبل الدخول في متاهة. التساؤلات عديدة تتوالد وفق معادلة التكاثر السرطاني، لتسيطر علي جهاز المناعة الذي اصبح غير قادر علي العمل بالكفاءة اللازمة لحماية جسد الوطن من الانهيار. كان الأمل الاخير في حوار بناء، حول مائدة مستديرة، حوار جاد ينتج توافقا، يرسم بدوره أسهم للحركة الصحيحة ترتفع لمستوي الخطر الداهم الذي يفاقم العناد المتبادل من تداعياته الكارثية. لنخرج من النفق عبر امتلاك اجابة واضحة وامينة ومسئولة تحدد الخطوة التالية، درأً لانهيار لن يستطيع أي شخص أو فصيل أن يتحمل مسئوليته أمام التاريخ.