في مناسبة ذكري مرور سنتين علي ثورة 25 يناير التي ابهرت العالم لا يفوتني القول بأنه كانت هناك آمال وأحلام وطموحات كثيرة تم توقعها ممن كانوا ورائها. وإذا كانت هذه الثورة قد نجحت في اسقاط النظام السابق وهو ما لم يكن أحد يحلم به.. الا أن مبادئها مازالت متعثرة في معظم ما تضمنته من تطلعات. لقد كان ابرز ما جسدته الثورة علي مدي الأيام التي أعقبت اندلاعها.. إصرار وحماس ووطنية الشباب الذين اشعلوها ووحدة الصف والشعارات التي جعلت كل اطياف الشعب يلتف حولها. انتظر الجميع وعلي هدي هذه المشاعر أن تشق طريقها باقتدار نحو تحقيق اهدافها في الحرية والعدالة والعيش الكريم.. ولكن ما حدث كان ومازال صدمة كبري لأحلام جماهير الشعب. لقد شاءت سوءات الخطوات التي اتخذها المجلس العسكري الذي تسلم زمام السلطة الي دفع الوطن الي غياهب المجهول. لقد ضل هذا المجلس طريقه في قيادة سفينة الديمقراطية وفق القواعد السليمة المتعارف عليها والتي كانت تقضي بإصدار دستور متوازن يتجاوب مع جميع التيارات السياسية والاجتماعية قبل اجراء أي انتخابات. هذا التوجه الخطأ أدي لتعريض سفينة الوطن الي موجات عارمة من الانقسامات والانشقاقات التي مازالت تعطل الرسو علي محطة الأمن والاستقرار والوفاق الوطني حتي الان. لم يدرك أحد أننا بذلك قد فقدنا الوسيلة التي تسمح لنا بالمضي بسلام وأمان نحو الازدهار الديمقراطي والاقتصادي. هل يمكن ان يكون بداية العام الثالث للثورة هو نهاية لهذا المناخ الموبوء.. تحقيق هذا الامل يتطلب من الجميع استعادة العقل والحكمة والانتماء والولاء بعيداً عن أنانية التهميش والاقصاء. إن مشكلتنا هي فقدان الاحساس بالمسئولية بأن مصر وطن كبير وعظيم يحتاج الي تجميع جهود كل أبنائه لاعادة بنائه.