الأستاذ :- جلال دويدار إن ما يجري علي الساحة حاليا علي ضوء التحولات في اتجاهات الرأي العام ليس سوي محاولة إخوانية يائسة لمقاومة إرادة شعبية عبرت عن الرفض لنزعة السيطرة والهيمنة والتي تتعارض مع البناء الديمقراطي الذي كان مأمولا. وليس خافيا ان كل المظاهر تشير إلي ان قادة الجماعة قد لجأوا إلي المساومة والابتزاز.. من خلال ممارسة الضغوط لتعطيل المسيرة الديمقراطية.. وما يقومون به حاليا يشير إلي إنهم قد بدأوا يشعرون بأن فرصتهم لإحكام الزمام علي مقدرات هذا الوطن قد بدأت تفلت من بين أيديهم نتيجة انانيتهم ووقوعهم فريسة لنزعة الاستيلاء علي السلطة التي ظلت ومازالت تداعب أحلامهم. انهم وفي سبيل تحقيق هذا الهدف يقعون في نفس الأخطاء التي تقودهم الي الاستكبار والتنكر للعهود والوعود الي درجة الغدر.. ان هذه السلوكيات الدنيوية التي اصبحت متأصلة ومنافية للأسس الدعوية التي قامت عليها جماعة الاخوان هي التي قادت الي الصدامات والزج بأعضائها الي غياهب السجون.. كما انه لا يمكن التغاضي عن أخطائهم السلوكية المتأصلة التي تدفع بهم الي التحالفات والصفقات التي تتسم بالوقوف ضد الارادة الشعبية.. إن أحدا لا ينسي لهم انحيازهم الي الملك في المعركة ضد حزب الوفد صاحب الاغلبية الشعبية في عصور ما قبل الثورة. وبعد اكتشاف الملك لخطرهم وتآمرهم عليه خاصة بعد اغتيال النقراشي باشا قام باعطاء الضوء الاخضر لاغتيال مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا. وحدث نفس الشيء مع الرئيس الراحل عبدالناصر وهو ما دفع به الي القيام بأكبر حملة اعتقالات في صفوفهم . ثم بعد ذلك تكرر نفس الشيء مع الرئيس الراحل أنور السادات إلي حد اغتياله رغم مبادرته بإطلاق حرياتهم والسماح للهاربين بالعودة. كما أنه لا يمكن انكار أنه كانت هناك صفقات مع نظام مبارك من خلال جهاز أمن الدولة والمخابرات وهو ما تجسد في انتخابات 5002 التي سمحت للإخوان ب88 عضوا في مجلس الشعب. علي ضوء ما يجري فمن المؤكد ان هذه الانواء التي تعيشها مصر الحبيبة هذه الايام والجدل الدائر المفتعل كلها امور تولدت عن خطأ السماح بالاستفتاء علي الاعلان الدستوري- سييء النية- الذي روج له الاخوان بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة . هذا الخطأ- المفضوح أمره- تجسد في تعمد عدم المبادرة بتشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور أولا وقبل أي خطوات اخري باعتبار ان هذا الهدف - وكما تمت الاشارة اليه عشرات المرات- هو الاساس الذي يجب ان يقام عليه بناء مصر ما بعد ثورة 25 يناير. ان أخشي ما أخشاه ان يكون هدف ما يدور علي الساحة حاليا تضييع الوقت لتعطيل استكمال العملية الديمقراطية سعيا الي اثارة البلبلة وتصعيد الفوضي. ان الله العلي القدير هو وحده الذي يملك إنقاذنا من هذا المخطط الجهنمي.. انه ولي التوفيق.