أكد المجلس الاسلامي الأعلي في مالي، أكبر منظمة إسلامية في البلاد، ان تدخل القوات الفرنسية دعما للجيش الحكومي في قتاله للمجموعات المتطرفة المسلحة "ليس اعتداء علي الاسلام". وأدان المجلس "بقوة حملة التشويه الصادرة من بعض دول اسلامية ومسئولين دينيين "نافذين" في العالم الاسلامي والتي وصفت التدخل الفرنسي بأنه اعتداء علي الاسلام". وقال المجلس انه منذ احتل مقاتلو جماعة "أنصار الدين" التابعة للقاعدة شمال مالي العام الماضي، حاول المجلس الوساطة بينهم وبين الحكومة كما ناشدهم مرارا ب"تسليم السلاح ووقف الاعمال الحربية" والموافقة علي إجراء حوار دون جدوي. من جانب اخر روي سكان في بلدة "ديابالي" كيف عاشوا خلال الأيام الماضية مع مقاتلي القاعدة القادمين من الشمال والذين غادروها قبل يومين. وقال احد السكان ان مقاتلي القاعدة كانوا منتشرين عبر بيوت البلدة التي يقطنها نحو 35 الف شخص، ولذلك وجدت القوات الفرنسية صعوبة في القضاء عليهم اذ لم تقم بقصف منازل السكان التي كانوا يختبئون فيها. ونقلت "الأسوشيتد برس" عن الشاهد الذي قبع مقاتل في بيته ان القوات الجوية قصفت سيارات تابعة للمسلحين في الطرقات وعلي الإثر قام هؤلاء بإخفاء بقية السيارات التي دخلوا بها البلدة وهي رتل من نحو 35 سيارة بين الأشجار وغطوها بالوحل. وروي الشاهد ان المقاتلين كانوا يبقون في المنزل طالما بقي السكان داخله ويخرجون مع خروج السكان، وانه حين ازداد نزوح السكان علي مدار عدة أيام، وضعوا عوائق علي الطريق للتصدي للسكان الفارين من البلدة. وقال انه مع وصول القوات الفرنسية الي تخوم المدينة غادر المقاتلون في سياراتهم والتي غطوها بأوراق الأشجار. وفي "تمبتكو" وسط البلاد أفادت تقارير ان قصرا شيده العقيد الليبي الراحل معمر القذافي واستخدمه مقاتلو القاعدة كمقر لتخزين الوقود والسلاح، دمر جراء القصف الفرنسيوقال سكان ان مقاتلي القاعدة قاموا بقطع شبكات الهواتف الثابتة والمحمولة. من جانب اخر أعلنت اليابان اغلاق سفارتها في باماكو بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد. وفي نيويورك، رحب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتدخل الفرنسي في مالي ووصفه بالشجاع. وعقب اجتماع لمجلس الأمن لبحث سبل دعم العملية الفرنسية، قال بان "انه بموازاة التدخل العسكري فإنه الأولوية يجب ان تكون لإيجاد حل عبر عملية سياسية"، مشددا ان المساعدات التي ستقدمها الأممالمتحدة ستكون للعملية السياسية وليس العسكرية وذلك لتفادي تعريض العاملين الإنسانيين التابعين للمنظمة الدولية في هذا البلد للخطر. من جهتها قالت وزير الخارجية الأوروبية "كاثرين آشتون" ان الاتحاد الأوروبي سيلعب دورا نشطا في أزمة مالي. من ناحية أخري طالبت كندا رسميا الجزائر بأدلة علي زعمها بأن مخطط الهجوم الذي نفذ علي أراضيها انتقاما من فرنسا ذ وقتل فيه عشرات الأجانب ذ كان "كنديا".