لا أفهم أبدا أن تقوم مصر بتصدير الغاز الطبيعي للخارج مثل اسرائيل والأردن، ثم تعلن أنها مضطرة لاستيراد كميات كبيرة من الغاز لتشغيل محطات الكهرباء بعد أن أثبتت الأزمة الأخيرة.. وهي توقف عدة محطات عن العمل ليومين كاملين بسبب النقص الحاد في الغاز - أن الاعتماد علي الوقود والغاز المحلي لم يعد كافيا لتشغيل محطات الكهرباء أو تلبية الاحتياجات المحلية، خاصة بعد زيادة الأحمال في فصل الشتاء.. ولا ننسي أبدا أن الحكومة طلبت من المصريين في الصيف الماضي الجلوس في حجرة واحدة، وتشغيل تكييف هواء واحد، وارتداء الملابس القطنية! ذلك كله لتوفير الطاقة الكهربائية.. أعتقد أن الحكومة ستطالبنا في هذا الشتاء القارص البرودة بالنوم في حجرة واحدة، والاكتفاء ببطانية واحدة، وارتداء الملابس الثقيلة، وكفاية عليكم كده. في نفس اليوم صرح رئيس الوزراء أن هناك خطة استراتيجية لتوصيل الغاز الطبيعي لحوالي 2 مليون وحدة سكنية خلال يناير القادم وحتي شهر يوليو بمختلف المحافظات! الحقيقة أنا مش فاهمة.. هل ننتظر شتاء مظلما باردا، وصيفا أسوداً وحر نار؟ أم أن الغاز المستورد سيحل المشكلات؟ بدأت الأحزاب الدينية في التسابق بالاعلان عن دعمها اللامحدود للسياحة ومساندتها، بما فيها السياحة الشاطئية!!!.. أما حزب النور فجاء بمفاجأة.. صرح بأن السياحة الشاطئية مكون رئيسي من مكونات السياحة في مصر، بالإضافة إلي حزب الحرية والعدالة الذي صرح أيضا بدعمه غير المحدود لقطاع السياحة.. سبحان مغير الأحوال.. اللهم اجعله خير. إذا كان رئيس الدولة والحكومة والحزب الحاكم، صاحب الأغلبية في كل مكان بالدولة يعلن وبقوة علي ضرورة لم الشمل، وتغليب صوت العقل.. فلماذا يصر بعض شيوخ الفضائيات علي استعداء المصلين في المساجد التي يؤمون فيها المسلمين علي الاعلام سواء بالصحافة أو بالفضائيات، التي لا يروجون أفكارهم المسمومة إلا من خلالها.. أري أن تقوم الرئاسة أو الدولة علي إجراء حوار وطني مع هؤلاء الشيوخ - الذين لم نسمع عنهم إلا منذ عامين فقط - هي عمر الثورة- مثل الحوارات التي نسمع عنها يوميا.. يتم خلال هذه الحوارات اقناع شيوخهم بحكاية لم الشمل، وإقناعهم بأن الاعلاميين ليسوا منافقين يبحثون عن مصالحهم الخاصة، وأن القراءة والفرجة علي الفضائيات لاتحتاج إلي توبة.. ربنا يتوب علينا.