للإعلام الدور الأكبر والابرز في المناسبات الانتخابية فهو المحرك الرئيسي للعملية فمن خلاله يطل اطراف السباق علي الناخبين بآرائهم وافكارهم ومن خلاله ايضا يتم حث المواطنين علي النزول للمشاركة.. وكان الاستفتاء علي الدستور هو اخر مناسبات الزحام الانتخابي في مصر، فهل قام الاعلام بدوره في نقل الحدث بمهنية؟ ام ان حالة الانقسام التي يتعرض لها الشارع المصري قد طالته هو الاخر؟ صفحة »راديو وتليفزيون« طرحت السؤال علي خبراء الاعلام. د. صفوت العالم استاذ الاعلام بجامعة القاهرة يقول كان هناك توجهان رئيسان في التغطية الاعلامية للاستفتاء من الصحف والاذاعات والشاشات، فالاتجاة الأول كان يدعو للتصويت »بلا« أو عدم الموافقة علي الدستور وبالتالي تعيد الاخطاء وابرازها اثناء التغطية. كما قامت القنوات المعارضة بنشر الاعلانات التي تدعم عملية رفض الدستور واستخدام استمالات كلية ليس لها علاقة بالدستور تربط الموافقة علي الدستور بزيادة البطالة وما الي ذلك أيضا في هذا السياق كان هناك تميز من القنوات في اختيار الضيوف واحضار من يدعمون مواقفهم.. كما كان هناك بعض الاخطاء عند المراسلين في المحافظات الذين دائما ما كانوا يستخدمون الاسئلة الايحائية لدعم عملية الرفض علي الدستور.. علي الجانب الآخر كانت هناك مشاهد اخري لقنوات وصحف واذاعات تؤيد الموافقة علي الدستور وتطالب الناخبين بأن يقولوا »نعم« وهذه معظمها قنوات ذات توجه إسلامي وكان موقف هذه القنوات واضحا منذ البداية استخدم بعض مقدمي برامجها بعض الالفاظ الغليظة والمعيبة في حق زملائهم الاعلاميين في بعض القنوات الاخري.. وبهذا تنكشف امامنا حقيقة ان كلا من الطرفين تناول قضية الاستفتاء من وجهة نظره وأهمل الدور الرئيسي له وهو الدور التوعوي والتنويري الذي من المفترض ان يؤديه للناخبين. ويقول د. سامي الشريف استاذ الاعلام جامعة القاهرة ان الصحف جاءت متوازنة نوعا ما في تغطيتها ودعوتها للاستفتاء للدستور ولكن كان الجانب الاكبر للقنوات.. حيث قامت القنوات التليفزيونية بجهد طيب ومحمود في نقل الاستفتاء واتاحة الفرصة للمشاهد والناخب ان يتابع أولا بأول العملية الانتخابية التي تجري من خلال المراسلين في المحافظات التي يتم فيها الاستفتاء ولكن هذا لا ينفي أو يجعلنا ننكر ان هناك حالة انقسام داخل الوسط الاعلامي فهناك جانب مؤيد للموافقة علي الدستور والتصويت بنعم وجزء آخر معارض للاستفتاء ويطالب الناخبين برفض الدستور.. وما حدث ان القرارات السياسية في مصر نجحت في تقسيم الشعب المصري داخل المؤسسات والشوارع والمنازل وفي القنوات الاعلامية ايضا وهذا ما دفع القنوات الخاصة الي الاحتشاد مع القوي السياسية المعارضة للدستور في حلف ضد القنوات الدينية والحكومية. اما د. فاروق أبوزيد استاذ اعلام جامعة القاهرة فيقول: فيما يتعلق بالتغطية الاخبارية فقد تمت في معظم القنوات الفضائية الخاصة والتليفزيونية الحكومية بشكل موضوعي ومهني فقد ركزت هذه التغطية علي اشياء مجملها يدعو لنزول الناخبين وحثهم علي ضرورة التصويت مثل التركيز علي اخبار زيادة أعداد الناخبين وما الي ذلك.. الجزء الثاني هو الخاص بالتغطية التحليلية والتنفيذية الخاصة بالرأي وجاءت هذه التغطية متنوعة ما بين الرأي والرأي الاخر دون الخروج الصارخ أو التوجه الصريح لموقف معين وتنوع الضيوف وتعددها جعل المشاهد ملما بكل الأراء وامام الصورة كاملة. وتؤكد د. ليلي عبدالمجيد استاذ اعلام جامعة القاهرة علي تميز الاعلام في تغطية حدث الاستفتاء علي الدستور فتقول ان كثرة المناسبات الانتخابية التي مرت علي مصر في الفترة الماضية جعلت الاعلام في حالة تمرس شديدة علي الحدث، ايضا تمرس المواطنون علي هذه المناسبة واصبحوا اكثر صلابة في الدفاع عن حقوقهم الانتخابية.. كما قامت بعض القنوات بتقديم معلومات كثيرة للمشاهد عن حال اللجان ونسبة التصويت ومقارنة الاستفتاء بالانتخابات الرئاسية السابقة.. وأنا كناخبة لم اخرج من بيتي حتي اطمأننت علي عدم وجود شغب امام لجنتي وكانت معلوماتي من خلال التليفزيون والقنوات الفضائية.