مثلما تزاحم الملايين أمام مقار الأنتخابات لإختيار رئيس مصر القادم كانت الشاشات تنقل لملايين المشاهدين علي مدار الساعة كل التفاصيل الخاصة بالعملية الإنتخابية أولا بأول والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل أدي الإعلام دورة بالشكل المطلوب في التغطية المتوازنة لسير الإنتخابات أم كانت هناك سلبيات يمكن تفاديها والتغلب عليها في المستقبل وفي هذه المتابعة نرصد لأراء أساتذة الإعلام عن الأداء الإعلامي في الإنتخابات. تقول د.هوايدا مصطفي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: قدمت المحطات الأرضية والفضائية تغطية مستمرة ولكن من ملاحظتي إن بعض القنوات الفضائية خاصة ركزت بشدة علي السلبيات وقامت بتضخيم بعض الأخطاء البسيطة وركزت علي بعض المرشحين بعينهم علي حساب الآخرين كنوع من التوجيه كما ركز البعض علي نتائج استطلاعات الرأي التي أطلقتها حملات المرشحين ولم يكن من المفروض إعلانها لانه توجيه للرأي العام كما تسرعت بعض الفضائيات في نقل بعض أخبار التي تم تكذيبها من داخل اللجان بعد إذاعتها وكان لابد من التركيز علي كشف الحقائق وإبراز الإيجابيات مع السلبيات وكان تغليب الرأي أكثر من نقل الحدث مع تكرار الضيوف بينما كان الحياد في التغطية من جانب التليفزيون المصري مع اهتمامه بتغطية من جانب المراسلين في كل الأماكن ولم يكن به تضخيم لأي حدث بل قام بالشكل الخدمي الحقيقي. ويقول د.محمود خليل الأستاذ بكلية الإعلام أن الإيجابيات كانت كثيرة منها الاهتمام بأخبار المحافظات ومساعدة الجمهور علي قراءة المشهد الإنتخابي وتسليط الضوء علي المخالفات وبث متابعات اللجنة العليا للانتخابات والناشطين ومنظمات المجتمع المدني ومحاولة الحياد ولاشك أن الانضباط علي أرض الواقع انعكس علي الشاشات أما سلبيات فمنها أن بعض القنوات لم تعتمد علي عدد كاف من المراسلين وساندت بعض القنوات مرشحا معينا وكأنه متقدم في السباق وبالتالي يذهب اليه أصوات الناخبين المترددين وأتمني الا تنساق الفضائيات قبل إعلان النتائج وراء الشائعات وإستطلاعات الرأي التي ترجح كفة مرشح علي أخر بدون معلومات حقيقية. ويقول د.عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة: تنوعت تغطية بين الإعلام خاصا والرسمي حيث كان الرسمي محايدا إلي حد كبير يقف علي مساحة واحدة من كل المرشحين قبل وفي أثناء التصويت ولذلك يجب الإشادة به وتوجيه التحية للقائمين علي العمل في التليفزيون المصري الذي أعطي لكل ذي حق حقه وفي القنوات الخاصة كان النشاط كبيرا علي حساب المهنية فركز علي سلبيات العملية الانتخابية ولم يبحث فيالايجابيات وهذا ظلم فجاءت تغطية من أجل الإثارة ليثير المجتمع ولذلك فلابد من تأكيد ضرورة الالتزام بضوابط ممارسة العمل الإعلامي حيث بدأت بعض القنوات الخاصة في استضافة بعض الضيوف التي تحرض علي عدم احترام نتيجة الانتخابات لأنها تتبني إثارة الوعي العام ضد النتائج التي قد لا ترضي رغبات البعض وعلي هذا القنوات أن تعلم المواطن ثقافة الاختلاف والحوار ولا تؤجج المشاعر فقد تفوق التليفزيون المصري والإعلام الأجنبي مثل بي بي سي وفرنسا24 علي القنوات الخاصة في تغطية الإنتخابات وكانوا أكثر نصرة للحق. يقول د.هشام عطية أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن التغطية الإعلامية للإنتخابات الرئاسية كانت أفضل من البرلمانية وهناك تقدم ملحوظ في مجمل الأداء الإعلامي ومنها أن الفضائيات قدمت متابعة خبرية جيدة وبعثت برسائل طمأنة للناخبين للتوجه للانتخابات بلا خوف وقامت بدور جديد وهو التحول الي ما يشبه المراقب من خلال نقل السلبيات من أمام وداخل اللجان علي الشاشة بشكل مباشر والمعالجة الإعلامية في العموم موضوعية حتي في المواقع المختلفة للصحف وأبرز السلبيات كانت لإحدي القنوات التي نقلت مؤتمرا صحفيا لأحد المرشحين وأعتقد أن هذا التحول المهم في الإعلام سينعكس علي كل قضايا المجتمع في المستقبل إذا سار الأداء بهذا الشكل.