أولت القنوات الأرضية والفضائية للإنتخابات البرلمانية اهتماما كبيرا وأفردت أغلب القنوات مساحات كبيرة من توقيتاتها لنقل الحدث لحظة بلحظة والتعليق عليه واستضافة الخبراء للتحليل والتفسير. ولا شك أن لتلك التغطية وإيجابياتها وسلبياتها, فما هو رأي بعض خبراء الإعلام حول هذه التغطيات؟ يقول د.صفوت العالم رئيس لجنة تقييم الأداء الاعلامي للإنتخابات: إن التغطية في مجملها بها كثير من الإيجابيات بقدر ما توجد بعض الملاحظات المتخصصة ولكننا سعداء بنجاح المرحلة الأولي من الإنتخابات فنجاحها بداية نجاح المراحل التالية وهو ما يؤثر بالإيجاب علي رفع الأداء الإعلامي لأن الإعلام يعكس ما يحدث في الواقع, نعم هناك بعض التجاوزات من بعض القنوات الخاصة ولذلك طلبنا أن يشارك معنا في اللجنة مجموعة من هذه القنوات ليساعدوننا في التطوير بداخل قنواتهم التي يعملون بها بهدف تطوير الأداء الإعلامي لرفع مستوي الأداء بكل القنوات. ويري د.فاروق أبو زيد أستاذ الإعلام أن احداث التحرير وتكليف د.كمال الجنزوري بتشكيل الحكومة جعلت القنوات تنشغل بهذه الأحداث الساخنة وتنصرف عن الانتخابات البرلمانية وبالتالي لم تقدم الشرح الموسع للعملية الانتخابية ولكنها عوضت ما فاتها بتقديم تحليلات مكثفة لها طوال يومي الانتخابات, كما كان هناك تشجيع من الاعلام الحكومي والخاص علي حث المواطنين علي الذهاب لصناديق الانتخابات, والتغطية الاعلامية في مجملها جيدة واتسمت بالكثافة والموضوعية في معظم الاحيان وهي مرحلة جديدة ومتطورة للاعلام المصري الحكومي والخاص بعد ثورة يناير واتمني ان تتواصل المتابعات والتحليلات اليومية للمرحلة الثانية والثالثة بنفس الدرجة التي شاهدناها في المرحلة الاولي. وتقول د.مني الحديدي أستاذ الإعلام: حظيت الإنتخابات, كأول انتخابات بعد الثورة باهتمام إعلامي غير مسبوق علي كافة الوسائل الرسمية والخاصة وهي ممارسة محمودة تؤكد أن الإعلام علي اختلاف توجهاته بدأ يعتمد علي الأجندات الحقيقية للمجتمع وكان البث الرسمي الحي سمة من سمات القنوات وقبل أيام التصويت كانت هناك فرص للتعلم من البرامج كيفية الإنتخاب وكان الإهتمام من حيث الكم حيث أفردت ساعات كثيرة المراسلين ولكنني أري أنه ما زال دور المراسل أو المندوب غير محدد فهو يظهر ليقول كلام إنشائي ولا يعطي معلومات فالجانب المعلوماتي مطلوب في هذا التوقيت المهم, كما حدث كثيرا الخلط بين الخبر والرأي وهذا له موقعه وهذا له موقع آخر, فالجمهور يحتاج إلي أخبار ومعلومات والتعليق والتحليل والتفسير يأتي من الخبراء, كما لاحظت استهلاك بعض الوجوه في نفس الفترة فمثلا خبير استراتيجي يتحدث عن المظاهرات والإعتصامات هو نفس الشخص الذي تحدث عن الإنتخابات فكانت الحوارات تدور في فلك شخصيات محدودة ولا تهتم بالتخصصات الدقيقة, ورغم الإستعانة بشباب الثورة ولكن لم أر محللا يمثل جيل الشباب بالرغم من أن من بينهم أساتذة بالجامعة وتخصصات مختلفة ومن المفترض أن نطلع علي وجهات النظر المختلفة لكل الأجيال ومع كل ذلك كان هناك اهتمام ومساحات تبث علي الهواء وإيجابيات كنا ننتظرها وتحققت في التغطية. ويقول د.محمود علم الدين أستاذ الاعلام: ان المتابعة الاعلامية للعملية الانتخابية كان ينقصها عدم وجود الثقافة لدي بعض المراسلين في القنوات الخاصة التي ظهرت علي الساحة في الفترة الاخيرة خاصة ان دور المراسلين أصبح مهما جدا في ظل المنافسة بين القنوات وفي ظل ان المراسل يجب الايقل في المهنية والحرفية عن المذيع الاساسي في الأستوديو ومن الواضح ان هناك مراسلين لايصلحون وليس كل صحفي في محافظة يستطيع ان يكون مراسلا ناجحا علي الشاشة ولكن كان هناك جهد مبذول وأعتقد أننا قادرين علي تقديم أفضل من ذلك في ظل مناخ الحرية اللامحدودة بعد الثورة وعلينا أن نجود من الأداء المهني سواء المذيعين أو المراسلين او محرري الأخبار, ولاشك اننا أفضل كثيرا عما سبق ولم يعد المشاهد المصري في حاجة لمشاهدة القنوات العربية مثلما كان يحدث في السابق فالاعلام المصري استطاع ان يقدم صورة حقيقية للانتخابات البرلمانية دون تزييف او إخفاء للحقائق. وتقول د.نائلة عمارة استاذ الاعلام بجامعة حلوان: شهدت الانتخابات البرلمانية شهدت تغطية إعلامية مكثفة من الاعلام الحكومي أو الخاص لم تشهده اي انتخابات من قبل وهي فرصة مهمة للاعلام المصري بكل اتجاهاته لاثبات ذاته واكتساب الثقة والمكانة اللائقة به في ظل المنافسة مع الفضائيات العربية, وقدم التليفزيون المصري تغطية متوازنة ومحايدة وموضوعية وكان مصدر مهم لنقل أحداث الانتخابات علي مدار اليوم في حين هناك قنوات خاصة لم تكن محايدة بالشكل المطلوب وكان لها أهداف سياسية وانتخابية واضحة واختلط فيها رأس المال بالتغطية والمصالح الخاصة وهناك أيضا قنوات خاصة قدمت تغطية موضوعية وناجحة واكتسبت ثقة المشاهدين. في حين تؤكد د.ليلي عبد المجيد عميد كلية الاعلام بجامعة الاهرام الكندية أن العملية الانتخابية برمتها سواء المرشحين أو الناخبين أو الأمن كانوا جميعا علي قدر المسئولية وهذا ساهم بشكل كبير في نجاح الاعلام المصري في تقديم تغطية متنوعة ومتطورة وكان بحق مرآة طبيعية لما يحدث في الانتخابات ولكن لم تقدم القنوات المختلفة النصح والإرشاد الكافيين للمواطنين في شرح العملية الانتخابية بشكل كاف خاصة ان النظام الانتخابي هذه المرة مختلف عن الانتخابات السابقة وكانت تتطلب المزيد من المعرفة وتكثيف المعلومات للمشاهدين وكان هناك بعض ضيوف البرامج علي قدر المسئولية وآخرين لهم تحيزات واضحة وغير محايدين واتمني ان تزول هذه السلبيات في المراحل القادمة, وكان الإعلام المصري حاضرا بقوة في الانتخابات ونقل كل أحداثها بحياد في معظم الأوقات وهي بداية موفقة للاعلام في أول اختبار حقيقي بعد الثورة.