لاعبو الأهلى استعدوا جيدا لمباراة الترجى الخبرة والأرض والجمهور.. في مواجهة السرعة والمهارة و«حساسية» المباريات انشغلت جماهير الساحة الرياضية بتفاصيل ما سيحدث اليوم في الموقعة الفنية التي سيشهدها الملعب الرئيسي لاستاد برج العرب بحضور ما يزيد علي عشرين ألف متفرج في ذهاب الختام الافريقي لأعرق البطولات للأندية أبطال الدوري بين الأهلي والترجي التونسي.. وتهوي هذه الجماهير الخوض في التفاصيل الفنية.. وعقد المقارنات بين المتنافسين سواء في الأداء الجماعي أو المحصلة الاجمالية للإنتاج ومن ثم في النتيجة النهائية التي قد تعكس بجلاء لمن ستكون الغلبة ولمن ستذهب البطولة والكأس العزيزة.. ومع الخبراء ورأيهم في عقد المقارنات الفنية بين الندين كان لنا هذه السياحة الذهنية. يقول الكابتن زيزو المدير الفني السابق للأهلي: إذا تحدثنا عن الاستعداد والجاهزية فإن الكفة قد تميل نسبيا لصالح الضيوف بنسبة توازي ما لعبوا من مباريات رسمية واكتسبوا خلالها من حساسية وهذا ينعكس علي ثقة الفريق في نفسه واتساق وانسجام الخطوط والتعاون والتفاهم بين اللاعبين ولاشك ان الأهلي يفتقر لهذه المعطيات لحالة الشلل والموات التي ضربت الساحة التنافسية منذ عشرة أشهر.. وللاستدلال علي ما نقول نشير إلي ان الترجي لم تهز شباكه إلا ثلاث مرات في المباريات الثلاث الأخيرة بينما اهتزت الشباك الحمراء تسع مرات في نفس عدد المباريات.. صحيح المجموعة والمنافس اختلفا.. لكن أيضا الحساسية والتماسك والتعاون افتقدوا.. وقد يعوض الأهلي هذا النقص وذاك الفقر من خلال ما يضمه من عناصر ذوي خبرات بطولية امثال شريف اكرامي وجمعة وفتحي وبركات والسعيد وأبوتريكة وسليمان وجدو ومتعب.. ولعلي لا أجد اختلافا كبيرا بين خبرات الجهازين الفنيين حتي وإن اعترفت ان نبيل معلول عاش البطولة كمدير فني بينما مرت بحسام البدري كمدرب عام.. الأهدأ والأكثر معايشة لظروف اللقاء والتصرف حيال المواقف المفاجئة سيكون له الغلبة.. وفي النهاية الفوز أقرب لأصحاب الأرض بشرط مظاهره التوفيق والحظ. ويقول كابتن طلعت يوسف المدير الفني لتليفونات بني سويف: لابد وأن نتخلي عن الآمال والطموحات ونهبط بحساباتنا إلي أرض الواقع.. والواقع يقول ان الترجي بلاعبيه وخطوطه وجبهاته هو الأفضل والأجهز والأكثر استعدادا ولم تأت هذه الأفضلية والجاهزية من فراغ ولكن بسبب استمرار المنافسات الرسمية التونسية واكتساب اللاعبين لحساسية أعمق وتركيز أكثر من خلالها فضلا عن اقتراب كرة شمال غرب افريقيا من قريناتها الأوروبية.. أما الكرة المصرية ورموزها بالرغم من عراقتها فقد مرت بصعوبات وصادفت معوقات أثرت بالسلب كثيرا عليها.. ولا يعوضها أو يسبقها إلا الخبرات والمهارات الخاصة التي تتوافر في بعض اللاعبين الموهوبين أمثال أبوتريكة وغالي وسليمان وجمعة غير ان هذه الخبرات لن تسعف الأهلي للتفوق والتألق كل الوقت قد تعينه بعض الوقت فقط ومن ثم فإنه يحتاج للتوفيق وبعضا من الحظ لاستمرار هذا التفوق وحتي النهاية.. ولا أجد أن الكفة تميل من حيث قدرة وكفاءة الجهاز الفني لطرف دون الآخر.. الاثنان قريبان من الكفاءة والأهلية وسيكون الأهدأ هو الأقرب لتحقيق الفوز. ويقول الكابتن ضياء السيد المدرب العام لمنتخب مصر أري تقارب الكفات الفنية بين الطرفين للدرجة التي يصعب معها الحكم أو القطع بميل احدهما عن الأخري وبنسبة مؤكدة أو كبيرة.. فبالنسبة للجاهزية والاستعداد فإن الفريقين قطعا مشوارا طويلا في هذا المضمار يجعلهما قريبان جدا من بعضهما البعض وهذا ينعكس نتائجهما في المشاوير السابقة حتي وإن مالت كفة نتائج الترجي وهذا لاختلاف المنافس وصعوبة المجموعة.. أما عن الخطوط فإن الترجي متماسك دفاعيا ولديه نسبة أكبر من التعاون والتنسيق والتفاهم بين لاعبيه وقد يتفوق في هذا علي الأهلي الذي لديه مشاكل وثغرات دفاعية لكن خبرات جمعة وشباب نجيب وانطلاقات فتحي قد تعوض الدفاعات الحمراء نسبيا مما ينقصها.. وسط الملعب قد تميل كفته نسبيا لصالح أصحاب الأرض نظرا لتوفر الخبرات البطولية في بعض العناصر كأبوتريكة وغالي وجدو بينما قد يؤثر غياب المساكني في توازن وسط ملعب الضيوف لكن ليس بدرجة كبيرة.. المديران الفنيان لديهما الخبرات والمؤهلات والامكانات حتي مع الاعتراف بأن أحدهما حقق البطولة مديرا فنيا والآخر كان مدربا عاما.. وقد تميل الكفة الحمراء بمظاهرها الأرض والجمهور والحوافز المعنوية والإرادية والعزيمة.