مع اقتراب موعد المباراة المهمة بين الأهلي مع الترجي في ذهاب الختام الأفريقي للأندية الأبطال تحولت الجماهير تدريجيا من فرط اهتماماتها باللقاء إلي خبراء ومدراء وحكماء.. الجميع يشارك في اختيار التشكيل.. والكل يسهم في وضع الخطة.. والبعض يتجاوز هذه الخطوات المبدأية ليصل إلي التغييرات والتبديلات والتعديلات.. ولعلنا أيضا نشارك الجماهير في اهتماماتها بهذا اللقاء الفاصل وحتي لا نتخطي الحدود والأبعاد اللائقة.. تعالوا نتحدث مع بعض الخبراء العاملين بمجال التدريب العارفين بأغواره الواقفين علي أسراره ومعهم هذه السياحة الذهنية. يقول كابتن حلمي طولان المدير الفني للحدود لا يجب ان نتفاءل أكثر من اللازم.. ولا ادعو الناس بتلك البداية إلي التشاؤم واليأس.. لكنني فقط أود ان اضع أمامهم المعطيات والمقدرات الواقعية والحقيقية دون تزويق أو تنميق.. الأوضاع المصرية جميعها تفتقد للاستقرار وتفتقر إلي الطبيعية.. لازلنا نعاني من مخاض ثوري شملت كل الجوانب بما فيها الرياضة.. النشاط متوقف.. المنافسات مجمدة.. حساسية المباريات غائبة.. انه فريق عريق له تاريخ ولديه قدرات وامكانات لمقاومة الصعوبات وتجاوز المحن وتفادي المعوقات.. لديه لاعبون موهوبون ومهرة في معظم المراكز وكل الخطوط.. صحيح اللياقتان الفنية والبدنية قد لا تسعفهم أو تمكنهم من مواصلة العطاء واستمرار الأداء إلا لبعض الوقت وليس كل الوقت.. غير انهم بتعاونهم وتفاهمهم قد يعوضوا ما ينقصهم من هذه المقومات المهمة.. المطلوب ان يكون سعي الأهلي منصبا علي حسم النتيجة مبكرا وقطع أطول من نصف المشوار لأن العودة صعبة. ويقول الكابتن شوقي غريب المدير الفني لسموحة الضجة التي يثيرونها حول الترجي وقوته وقدرته أكثر من الحقيقة وتخالف الواقع.. لقد تابعت مباراتي الترجي مع مازيمبي ذهابا وعودة واكتشفت ان استراتيجيته دفاعية يتم تحويرها وتغييرها تبعا للمعطيات وظروف المباريات إلي التوازن أو حتي الهجوم ولديه أوراق وخبرات تمكنه من هذا التحول المفاجئ.. يعتمد الترجي في أغلب الأحيان علي الهجمات المرتدة من العمق وليس علي الأطراف.. ويساعده علي ذلك طول قامة معظم لاعبيه.. وتتعاظم خطورته في منطقة الجزاء المقابلة في ظل الكرات الساقطة العالية والتي لابد للأهلي ألا يهتم بتشكيل حائط بشري أمام الكرات الثابتة أمام وحول المنطقة الخطرة. ويقول كابتن علي أبوجريشة المستشار الفني لوادي دجلة كفة. الأهلي هي الأرجح من حيث الخبرات والمهارات والمواهب حتي مع اعترافنا بأن الكرة التونسية بأغلب رموزها تقترب نسبيا من الأداء الأوروبي.. وكم كان للأهلي مواقف وانجازات امام الكرة التونسية حيث ان جماهيرنا لا تنسي الهدف الرائع الذي احرزه ابوتريكه في الصفاقسي وحقق به بطولة أفريقيا.