جمال الغيطانى سامح مقار مهندس غير أنه مشغول بالأصول الثقافية المصرية، خاصة في المجال اللغوي، أصدر موسوعة قيمة من ثلاثة أجزاء عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. عنوانها »أصل الألفاظ العامية« يكشف عن الأصول المصرية القديمة لآلاف الكلمات والتعبيرات في اللغة العامية للمصريين. كما اصدر أيضا المعجم الوجيز »هيروغليفي -عربي«. أما آخر ما قرأته له فكتاب »غرائب التعبيرات والأمثال الشعبية«، أهمية الجهد الذي يقوم به الباحث أنه يفسر الكثير من اللغة التي نستخدمها منذ وعينا بالعالم ونجهل أصولها، فعندما جاء العرب إلي مصر منذ ألف وأربعمائة سنة كان المصريون يتحدثون لغة خاصة بهم منذ آلاف السنين، لم تدخل اللغة العربية علي فراغ. ويذكر الدكتور أحمد مختار عمر في كتابه القيم »اللغة العربية في مصر« انها لم تستقر كلغة تعامل إلا بعد أربعة قرون، وقد جري تفاعل طويل بين العربية والمصرية القديمة نتج عنه تلك الحالة الخاصة بمصر، اللغة العامية والتي تختص بتعبيرات خاصة وجاليات فريدة، الجهد العلمي لسامح مقار يكشف في مجمله عن الأصول الكامنة في اللغة العامية وترجع كلها إلي التاريخ الفرعوني، اما الألفاظ الغريبة فما هي إلا محصلة للثقافات التي عبرت مصر وتم استيعابها، فمصر تحتوي ولا تحتوي، ويرجع ذلك إلي الأساس الثقافي الراسخ والذي لا يهن إلا في فترات الضعف والاضمحلال مثل التي نمر بها الآن. يقول سامح المقار انه وجد الأمثال الشعبية المصرية من أغني الأمثال في العالم، فقد استخدمت في تعبيراتها كل صنوف الحياة المختلفة من حيوان إلي نبات وحشرات وظواهر فلكية. وانني أوافق ليس عن تعصب أو وطنية ضيقة إنما لأن الحضارة المصرية هي الأقدم، والأساس في مسار الإنسانية، وهي ليست آثارا مهجورة أو طقوسا انقطع العهد بها، إنما هي ما تزال حية، نعيشها يوميا في مجالات عديدة وأهمها اللغة.