"وهيه فين الثورة ؟" سؤال بسيط قد تكون سمعته من قبل في أكثر من مناسبة.. أنا شخصيا كنت أسأله كلما وجدت الشوارع ممتلئة بالقمامة والبلطجية والأسلحة البيضاء والسوداء.. كنت أراه في عيون البسطاء العاجزين عن شراء ابسط احتياجاتهم بسبب جشع التجار..وفي عيون من يدخل مصلحة حكومية للحصول علي ورقة رسمية أو تسول له نفسه بالحصول علي ابسط حقوقه كمواطن..الإجابة عندي محفورة في قلبي قبل أن ينطق بها لساني... نعم مصر ثارت وانتفضت بعد أن أعياها الفساد والظلم والاتجار بأحلام شبابها ومستقبلهم أجيال تلو الأخري ..ثارت بعد أن أعيتها أوجاع المقهورين الجياع الذين حسبناهم أمواتا وهم أحياء.. وعلي مر التاريخ لم تقم ثورة في مصر إلا من أجل كل المصريين..ليس لتحقيق مكسب سياسي أو انتصار لفكر علي فكر آخر أو فئة علي أخري.. فلماذا هذا التشكيك الآن ؟ لأن مصر لم تتغير ؟ وما الذي سيجعل مصر تتغير إذا كانت العقول لم تتغير؟ بدلا من أن نبني نهدم لأننا لم ننتخب هذا الرئيس ولم نختر هذا الحزب ..لم نفهم ونستوعب أن الأصل فينا الاختلاف.. وجدنا أن الأسهل أن نتبادل الاتهامات.. والأسهل أن نهدم.. تارة بالشماتة والسخرية وتارة بالجلوس في مقاعد المتفرجين وكأننا سنستورد مواطنين مصريين مخلصين من الخارج كي يعيدوا لمصر أمجادها ويبنوا لها حضارة جديدة ...لا تنقصنا العقول ولا تنقصنا السواعد ولا تنقصنا الموارد بل ينقصنا حب الوطن الذي لم نكن نتغني بحبه إلا في مباريات كرة القدم..فلتحيا الثورة في عقولنا وقلوبنا كي تحيا مصر. واعريشاه منذ كنت صغيرة وأنا احمل ذكريات طفولية خاصة لمدينة العريش التي أدين لها بالفضل في تشكيل مبادئي وأفكاري السياسية .. فأنا أذكر جيدا تلك الرحلة التاريخية الممتعة عندما كنت أسافر بصحبة أسرتي في الأجازة الصيفية للاستمتاع بشواطئها وطبيعتها الخلابة وهدوئها الساحر.. ورغم أن الوصول إليها كان يستغرق ساعات فإنني كنت أستمتع بكل دقيقة تمر وأنا أشاهد الصحراء حولي وبها بقايا للدبابات والمعدات العسكرية القديمة التي تحكي بطولات المصريين وكأنني أقرا تاريخ وطني وسط هذه الرمال التي ارتوت بدماء أجدادنا كي نسير نحن عليها بفخر ونستنشق نسمات الحرية في كل خطوة نخطوها.. أما أهلها فتشعر أنهم نتاج لهذا الكفاح والتاريخ البطولي لأرض الفيروز.. فيهم الطيابة والبساطة ..الجلد والصبر وعزيمة الأبطال . وما أشبه اليوم بالبارحة ..عادت دماء الشهداء المصريين لتروي أراضيها وعاد الغزاة في ثوب جديد ليسلبوها حريتها وأمنها ولكن عندي يقين أنها ستتعافي كما كانت تفعل دائما وستظل سيناء أغلي واطهر أرض في قلوب كل المصريين ولو كره الكارهون. الست فئوية والنبي حد يكلم لي الست فئوية يقولها ترجع بيتها بقي أحسن بقالي سنة ونص مش عارفة أتلم عليها كل يوم واقفة لي في حته دوختني وراها ..هوه أنا يعني اللي وقعت من قعر القفة.. ما أنا كمان ليا مطالب, والواد كركر ابني عنده مطالب.. والست أم إبراهيم بتاعة الخضار عندها مطالب.. أنا شايفة أنها عشان تحل مشاكلنا كلنا أنها تستنسخ منها بتاع مليونين نسخة وتبقي الست مليونية وتحل مشاكلنا في لمح البصر توماتيكي توماتيكي إنما لسه هنصبر ونستني المسئولين يحلوا مشاكلنا.. دا حتي يبقي عيب والناس اللي بره ياكلوا وشنا لو سبنا الشوارع فاضية والمصالح شغالة.