عبدالقادر شهيب مفهوم أن يصبح الدكتور محمد مرسي منذ أن تولي رئاسة الجمهورية هدفا للمعارضين ونقدهم.. فهكذا هو حال الحاكم في البلاد الديمقراطية أو التي تسعي للتحول الي الديمقراطية.. وفي مصر تحديدا كان متوقعا أن الرئيس الذي سيأتي بعد الرئيس السابق، الذي أجبره الناس علي التنحي، سوف يكون نصيبه أكبر من النقد بعد أن تراجع الخوف. لكن من غير المفهوم ان يتعرض الرئيس مرسي لنقد الموالاه ايضا، سواء كانوا من بين صفوف جماعته أو حزبه أو من خارجها.. وحتي اذا اعتبرنا ذلك نوعا من النيران الصديقة، فإن هذه النيران تكون عادة عابرة، وليست مستمرة علي هذا النحو الذي نشاهده الآن. ففي البداية فوجئنا بكثيرين ينصبون أنفسهم متحدثين باسم الرئيس شخصيا، رغم انه اختار منذ الساعات الأولي متحدثا محددا باسم رئاسة الجهورية.. وساهم هؤلاء في إثارة البلبلة لدي الرأي العام في ظل القرارات التي اتخذها الرئيس ابتداء من تشكيل الحكومة حتي اختيار المحافظين.. غير ان هؤلاء ايضا وجهوا لوما ونقدا للرئيس.. تارة لانه تجاهل بقية أنصاره ومؤيديه وهو يشكل أولي حكوماته فلم يستوزرهم، وتارة لانه كرم المشير طنطاوي والفريق أول عنان وقلدهما الأوسمة ولم يحاكمهما علي أخطاء المرحلة الانتقالية، أو علي مايروجه هؤلاء حول انقلاب كان يعد في الخفاء أحبطه الرئيس بإحالتهما وقيادات عسكرية أخري للتقاعد! ولقد تمادت الموالاة في ذلك الأمر لدرجة أننا فوجئنا بأن حزب الرئيس، الذي سبق أن حشد له المؤيدين مرارا في مواقف شتي، يعلن أنه لم يتخذ موقفا بعد من الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، الذي تجددت المفاوضات معه باستقبال الرئيس مرسي لرئيسة الصندوق قبل اسبوع مضي، رغم ان نواب الحزب في البرلمان الذي تم حله سبق ان منحوا موافقتهم علي قرض الصندوق خلال حكومة د. الجنزوري! اما آخر النيران الصديقة التي طالت الرئيس فقد انطلقت في أعقاب لقائه مع عدد من الفنانين والمبدعين والكتاب، وهو اللقاء الذي كان واضحا أنه يستهدف توجيه رسالة طمأنة لأهل الفن والإبداع في مصر، بعد أن أصابتهم سهام متطرفة مسمومة.. وياليت الأمر إقتصر علي استنكار لقاء الرئيس بمن أسماهم المهاجمون علمانيين ويساريين دون أن يتسع اللقاء لكتاب إسلاميين، انما امتد الاستنكار لاهتمام الرئيس بدعم الفن بدلا من دعم الشريعة وكأن ثمة تناقضا بينهما! وهكذا.. لعل الرئيس مرسي يطالب الله الآن أن يحميه من الموالاة لأن المعارضين هو كفيل بهم!