[email protected] ها قد تحقق رجاء لمثقفي الأمة، وصار للأزهر الشريف ومشيخته المشرفة متحدث رسمي، ينطق باسمها. وبعلمه الواسع، ورؤيته الحضارية، اختار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب متحدثا باسمه.. ليس من أصحاب العمائم من شيوخ الأزهر الأجلاء.. وإنما اختار ديبلوماسيا رفيعا، أنهي خدمته في وزارة الخارجية، هذا الصرح الشامخ، الذي يشكل مع قواتنا المسلحة، وجهاز مخابراتنا، القواعد الراسخة للوطنية المصرية.. وأي سفير.. إنه السفير محمد فتحي رفاعة الطهاوي.. حفيد معلم مصر الحديثة، وباعث نهضتها: رفاعة رافع الطهطاوي، وهو الي جانب خبرته الدبلوماسية الغنية، مثقف موسوعي، نهل من تراث عائلته الخصيب، وأضاف اليه من معارف العصر، ما جعله أوفق اختيار لمهمة بالغة الحساسية، في ظروف شديدة الالتباس.. سمعناه يوم الجمعة 8 اكتوبر في برنامج صباح الخير يامصر. تحدث السفير محمد رفاعة عن الاقباط، لم يستخدم الوصف الشائع بأنهم أحد عنصري الشعب المصري. مدركا بحسه المرهف دلالات الكلمات، أن هذا الوصف الذي يطلق بحسن نية، ينطوي -ولو بقدر قليل- علي تمايز واختلاف. وانما قال: الاقباط المصريون ليسوا أقلية تعيش مغلقة في مكان ما في مصر. وليسوا فئة تتميز بسمات خاصة، أو شريحة طبقية معينة.. إنهم -مع إخوتهم المسلمين- يشكلون نسيجا واحدا يغطي خريطة الوطن من اقصاها الي اقصاها.. بكل ألوانه ولهجاته وعاداته، وشرائحه الاجتماعية والطبقية. واستشهد السفير محمد رفاعة بتراث الحركة الوطنية المصرية، فذكرنا بأن سعد باشا زغلول عندما نفاه الاحتلال البريطاني، كان معه ستة من قادة الثورة، ثلاثة منهم أقباط، هم مكرم عبيد، الذي كان يحفظ القرآن الكريم، ويستشهد بآياته.. وفخري عبدالنور، وويصا واصف. ولأننا في أجواء حرب اكتوبر، قال: وفي حرب اكتوبر لم تعرف قيادة قواتنا المسلحة مَن مِن ضباطها وجنودها مسلم ومن قبطي، وانما قاتل الجميع ببسالة لتحرير أرض الوطن.. وطن جميع المصريين. وأضاف المتحدث باسم الأزهر: ولعلنا نذكر أن قيادة إحدي فرق العبور الرئيسية انعقدت لقائد قبطي هو اللواء فؤاد عزيز غالي. وهنا أستأذن في فتح قوس: فقد سمعت من هذا القائد البطل من صديقي عالم الزراعة والصحراء الكبير الراحل الدكتور محمد أسامة سالم، الذي كان يقاتل في حرب اكتوبر تحت قيادته.. كما كان وطنيا متحمسا.. وعسكريا جسورا.. وقائدا يبث -بصوته الرجولي المميز- الشجاعة والاقدام في ضباطه وجنوده ولعلي لا اتجاوز اذا اقترحت ان ينتج فيلم روائي، أو تسجيلي طويل عن القائد البطل اللواء فؤاد عزيز غالي. وليت هذه المبادرة تأتي من مشيخة الأزهر والسفير محمد رفاعة. سألته المذيعة عن بعض ما قيل وخلق أو زاد التوتر، فرد: الأنبا بيشوي لم يكن موفقا، تأملوا الوصف الرقيق. وليس الأوصاف الزاعقة التي زادت الغضب.. إننا نحن الاعلاميين من صحفيين وفضائيين نحتاج لكل الحرص فيما ننشر ونبث، حتي لا نساهم، ونحن نتصور أننا يجب ان نعرف القارئ والمشاهد بكل ما جري.. في صناعة الفتنة ذاتها.. ولذلك، ليت السفير محمد رفاعة يجري لقاءات منتظمة مع رؤساء التحرير في الصحف والفضائيات.. فإن ذلك سيجنب وطننا ما لا نريده له.