[email protected] كل الشكر والتقدير للوزير أمين اباظة، والدكتور سعد نصار مستشار الوزير، والدكتور عادل البلتاجي رئيس مركز البحوث الزراعية والتنمية، والدكتور أيمن فريد أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية.. ولعشرات العلماء الاجلاء، في مختلف التخصصات، الذين اشرفوا وساهموا في وضع »استراتيجية التنمية الزراعية المستدامة - 0302«، و »البرنامج القومي لتعظيم الاستفادة من المياه في الأراضي القديمة«. فهاتان الوثيقتان تتمتعان بميزة جوهرية، هي النظرة الكلية، والشاملة، والمتكاملة، الفنية، لمشاكل الزراعة المصرية: أراض قديمة وجديدة.. مياه وطرق ري.. محاصيل حقلية وأشجار مثمرة وثوابت وخضر.. مع التركيز علي تحسين الري كأساس لرفع كفاءته، وتحسين التربة، وزيادة الانتاج. وفق برامج محددة، وآليات للتنفيذ. لكن.. أرجو أن يتسع صدر واضعي الوثيقتين لملاحظتين.. يمليهما علي اقتناع بأن أفيد ما قالته العرب، قولهم: »الوقت كالسيف.. إن لم تقطعه.. قطعك«.. الأولي: هل كان من الضروري والحتمي، ان يستغرق اعداد الاستراتيجية وبرنامج تطوير الري، كل هذا الوقت؟.. منذ بدء التفكير عام 5002، إلي البدء الفعلي عام 6002، إلي وضع الخطوط الاساسية، والجدوي الاقتصادية، والبرامج الزمنية للتنفيذ، حتي عام 9002 ولم ينته الامر عند ذلك. فهناك سنة لتجميع الدراسات والخبرات والتقنيات السابقة.. وإقامة حقول ارشادية، ثم ثلاث سنوات يتم فيها تطبيق ما استخلص من نتائج التجريب في حقول متوسطة الحجم في بعض المحافظات.. كل ذلك، مع أن واضعي الوثيقتين لم يبدآ من فراغ. فكانت هناك استراتيجية الثمانينيات، ثم استراتيجية التسعينيات اللتين وضعتهما لجان مماثلة في عهد الدكتور يوسف والي. كما ان مشاكل الزراعة والري محفوظة عن ظهر قلب، ولم ينقصها دائماً إلا عدم المعالجة. كما ان الحلول والعلاجات المطروحة الآن، ليست اختراعات، فكلها معروفة، بل وطبقت جزئيا، وقد شاهدت بصحبة المرحوم الدكتور عبد الهادي راضي منذ قرابة عشرين عاما، أثر تحويل ترعة المنصورية الي أنبوب. وكان رائعاً بالنسبة للتربة وانتاجية المحاصيل، فضلا عن فقر المياه، وحمايتها من التلوث. كما شاهدت بصحبة المهندس نبيل ناشد تحول جزء مهم من ترعة في المنيا إلي أنبوب، مع شبكة انابيب للري الحقلي. فلماذا اضاعة كل هذا الوقت الطويل، فيما هو معلوم ومجرب؟.. خاصة أن مشاكل الزراعة والري، لم تنتظر كل هذا الوقت في سكون، حتي تنتهي اللجنة من وضع الحلول الجذرية لها. وأنما شهدت هذه السنوات بالذات تفاقما لم يسبق له مثيل. فأهتزت المحاصيل الرئيسية كلها. وتدهور تماماً القطن. وساءت أحوال التربة. وشح الري، وصار الري بمياه الصرف الصحي ظاهرة موجعة وارتفعت شكاوي الفلاحين المؤلمة علي أي حال ما ضاع من وقت قد ضاع.. المهم.. وهذه هي الملاحظة الثانية - مقدر لتنفيذ الاستراتيجية والتطور عشرون عاما، من الان حتي عام 0302. صحيح ان كل سنة منها سيتم تنفيذ جزء. لكن وبرغم الفوائد الهائلة التي سنجنيها- عندما يكتمل التنفيذ- هل من الضروري والحتمي، أن نستغرق كل هذا الوقت؟ وسؤالي: هل يتسع صدركم، لمبادرات وأفكار.. قد تقلل هذا الوقت.. والتكاليف ايضا؟