إبراهيم سعده .. لا زلنا مع فظائع " جيش الجلجلة" المنشورة علي صفحات "بوابة الأهرام". فهذا الجيش ولد من رحم ائتلاف تنظيمين هما: "جند الله"، و "التوحيد والجهاد". التنظيم الثاني "التوحيد والجهاد" ظهر في سيناء عام 2000 وكان زعيمه: خالد مساعد سالم، طبيب أسنان، ينتمي لقبيلة السواركة بمدينة العريش من بين أشهر القبائل في سيناء وكان عضوًا بجمعية الشبان المسلمين. ولهذا التنظيم الإرهابي جرائم استهدفت المصريين و زوارهم السياح الأجانب. فلا ننسي أن هذا التنظيم هو الذي خطط، وموّل، ونفّذ، تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وكان يخطط أيضاً لتنفيذ تفجيرات قرية "دهب" السياحية، وذلك عقب مصرع قائد التنظيم خالد مساعد سالم وتولي زميله، وصديقه، "نصر خميس الملاحي" القيادة من بعده، والوعد بالثأر ممن قتلوه (..) ولنتعرف سوياً نقلاً عن الزميلة "بوابة الأهرام" علي قائدي التنظيم المتخصصين في تفجير القري السياحية المصرية، بمن فيها وعليها! الأول: خالد مساعد سالم التحق بطب أسنان/ جامعة الزقازيق. والثاني: نصر خميس الملاحي تلقي تعليمه بكلية حقوق نفس الجامعة المصرية، مما سهل تعارفهما الذي انقلب إلي صداقة قوية تمخضت فيما بعد عن بناء وقيام تنظيم: "التوحيد والجهاد". وسرعان ما انضم إليهما ثالثهما سالم خضر الشنوب الذي أصبح بعد ذلك "المسئول العسكري" بالتنظيم. وتولي تدريب عناصر التنظيم علي الأسلحة وتصنيع القنابل، في قريته "الفرقدة" المجاورة لجبل الحلال بوسط سيناء حسب ما نشره الدكتور أحمد إبراهيم محمود، بمركز الأهرام للدراسات الاسترايجية، في تحليل متميز تحت عنوان:" تفجيرات سيناء.. وتحولات ظاهرة الإرهاب في مصر". أما الدكتور والكاتب الصحفي الزميل:ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فقد نبّه قراء بوابة الأهرام إلي أن "جيش الجلجله" [هو أحد التنظيمات المنشقة عن حركة حماس في 2006، وذلك علي خلفية قرار حماس بخوض الانتخابات البرلمانية، وأن عناصر "تنظيم الجلجله" لديها فكر جهادي تكفيري قائم علي تحرير الأرض عبر الجهاد، ومرتبط بفكر تنظيم القاعدة/ فرع العراق، وهو الفكر القائم علي أولوية محاربة العدو البعيد علي العدو القريب. أو بمعني آخر: تكفير الحكام المسلمين" ووجوب توجيه الحرب ضدهم بنفس وتيرة توجيه الحرب للعدو البعيد.. فيما يعرف لديهم ب: قوي الاستكبار بالأرض]. وكشف مدير مركز الأهرام، عن قيام "جيش الجلجله" بمحاولات اغتيال لشخصيات دولية أثناء زيارتها لفلسطين بينها: الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، ورئيس وزراء إنجلترا الأسبق ومبعوث الرباعية الدولية لعملية السلام بالشرق الأوسط توني بيلير. مشيرًا إلي أن حركة حماس هي التي تصدت لمواجهتهم ونجحت في اجهاض العديد من ضربات هذا التنظيم. و أكثر ما شدني في كلام الدكتور ضياء رشوان كان تحليله الشخصي علي عكس معظم ما سمعناه وقرأناه عبر أجهزة الإعلام المصرية والعربية للعملية الإرهابية التي استهدفت جنودنا عند نقطة "كرم أبو سالم" مرجحاً تنفيذها من عناصر تتبني الفكر نفسه، و نافياً تماماً ما يشاع حول أن تلك العملية كانت تستهدف إسرائيل، قائلاً: "إن فكر التنظيمات الجهادية يستهدف العدو البعيد، ولكن تلك المجموعة فضلت استهداف العدو القريب حسب آرائهم" جنود مصريين مسلمين مرابطين علي الحدود أمام العدو الإسرائيلي(..). ويضيف "رشوان" مؤكداً: [لا يمكن أن يكونوا استهدفوا تلك الجنود في سبيل الوصول للجنود الإسرائيليين الذين كانوا سيشعرون بالهجوم لكونهم علي بعد كيلو ونصف فقط من موقع الهجوم]. وأنهي المحلل السياسي تصريحاته متوقعاً أن تكون تلك التنظيمات مخترقة من جانب الموساد الإسرائيلي، مذكّراً أنه في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار قدرت الأوساط الاستخباراتية والبحثية الفلسطينية والعربية عدد عملاء إسرائيل المنتمين لتنظيمات أمنية مسلحة بنحو 35 ألف فلسطيني (..).