الخميس الماضي اجتمع المجلس الأعلي للصحافة وأصدر قرارا يعلن فيه رفضه للجنة التي قام مجلس الشوري بتشكيلها لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية وفق معايير لم تلق قبولا لدي غالبية الجماعة الصحفية. وطالب المجلس بحل اللجنة وتأجيل البت في قرار إعادة تشكيلها لحين عقد مؤتمر عام للصحفيين للاتفاق علي معايير الاختيار. كما أعلن المجلس رفضه وإدانته للتصريحات التي نسبت لرئيس لجنة الاعلام بمجلس الشوري والتي أساءت للصحفيين ولكرامة المهنة. عقب صدور بيان المجلس سارع رئيس لجنة الاعلام بالشوري المهندس شهاب الدين بالتعقيب عليه (وهذا حقه) ولكنه فاجأنا بأنه ولجنته الموقرة طلبوا حل المجلس الأعلي للصحافة وإعادة تشكيله لأنه وهذا هو بيت القصيد لم يعد يعبر تعبيرا صادقا عن جموع الصحفيين بعد ثورة يناير!!!! قرأت وضحكت، وشر البلية ما يضحك!! فالمجلس الذي يتحدث عنه الأخ المهندس شهاب الدين تم تشكيله في نهاية العام الماضي فقط وبعد عشرة شهور من الثورة. وهو يضم الي جانب رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية قامات تعتز بها الصحافة المصرية والعربية بكل تياراتها وبمختلف انتماءاتها حتي ولو لم يعجب ذلك الأخ المهندس القادم الي ملف الصحافة علي حين غرة وبدون سبب مفهوم!! المجلس الذي أتشرف بعضويته، والتي يري الاخ المهندس ولجنته الموقرة »أنه لا يعبر تعبيرا صادقا عن جموع الصحفيين بعد الثورة« يضم في عضويته من رموز المهنة امثال أمينة شفيق وصلاح منتصر وجمال الغيطاني وصلاح عيسي ومحمد سلماوي ووحيد عبدالمجيد وضياء رشوان واسامة الغزالي حرب ومصطفي بكري وفريدة النقاش وكان يتشرف بعضوية الراحلين العزيزين سلامة احمد سلامة ولبيب السباعي. اذا كان هؤلاء لا يعبرون عن جموع الصحفيين بعد ثورة يناير، فهل يعبر عنها الاخ المهندس شهاب الدين ولجنته التي لا تضم صحفيا واحدا، ام مجلس السبعة في المائة الشهير بمجلس الشوري المطعون ببطلانه والذاهب للحل بعد أسابيع؟ العيب ليس في الاخ المهندس شهاب ولا في لجنته البائسة، وانما العيب في الايام السوداء التي يتم فيها اختطاف الثورة، وفي الصمت المريب علي استمرار جريمة بقاء الصحافة القومية تحت سيطرة مجلس الشوري، وفي المشاركة في فضيحة اختيار رؤساء تحرير صحف هي جزء من تاريخ مصر ونضالها من اجل الحرية والاستقلال، وسعيها للنهضة والتقدم.. بهذه الطريقة التي لا تصلح لاختيار مدير معمل طرشي او مسئول صغير في المحليات!! هل يوجد عاقل يتصور ان صحافة مصر بكل تاريخها المجيد يمكن أن تقبل هذا الهوان؟!