شهادة خالدة من خير الأنام، سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، اختص به جنود مصر البواسل، جيش مصر العظيم الذي استحق هذا الثناء الأبدي عن جدارة، رجولة وشجاعة واقدام ونبل وشهامة، هل رأيتم في كل الدنيا من قبل جيشا أتاحت له الظروف أن يتولي الحكم في بلاده ثم يتركه عن طيب خاطر لسلطة مدنية منتخبة، وهو بنفسه الذي يقود هذه العملية الانتخابية بكل نزاهة وشفافية. انه جيشنا العظيم ومجلسه الأعلي الذي شاءت ارادة الله سبحانه وتعالي أن يضع قادته العظام الأوفياء في أصعب امتحان في الدنيا لينظر ماذا سيفعلون، فاذا بهم يثبتون أن حبهم لمصر هو الأول والآخر، وقدموا نموذجا فريدا من الولاء للوطن في مرحلة عصيبة للغاية كان يمكن أن تغرق فيها المركب بالجميع، ولولا حمايتهم للشعب ورعاية مصالحه وأمنه لكانت الأحداث التي صاحبت ثورة يناير العظيمة قد عصفت بكيان الدولة.. لقد قامت القوات المسلحة بتنفيذ العديد من المهام الجليلة للحفاظ علي كيان الدولة داخليا وخارجيا وتأمين جميع المنشآت الاستراتيجية والحيوية في البلاد، كالمرافق العامة ومحطات الكهرباء ومحطات المياه والمطارات الجوية والسفارات والقنصليات، كما قامت بتأمين مسرح العمليات البحري بالبحر المتوسط والبحر الأحمر وتأمين منصات البترول والغاز بالاضافة لتأمين الجزر الاستراتيجية، ليس هذا فقط بل قامت أيضا بالتعاون مع قوات الدفاع الجوي بتأمين المجال الجوي لمصر اعتبارا من يوم 31 يناير 2011، وتم دعم قوات تأمين خط الحدود الدولية في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي والشرقي وكذلك المدن الرئيسية في شمال وجنوب سيناء، أيضا تم تكثيف اجراءات تأمين المجري الملاحي لقناة السويس بجميع الوسائل والامكانيات من القوات البرية والبحرية والجوية وقوات حرس الحدود وهذه الأخيرة كان لها الدور البارز بفضل يقظتها المستمرة وعيونها التي لا تنام في احباط جميع محاولات التهريب وقامت بضبط كميات هائلة من الأسلحة والذخائر والمخدرات والقبض علي آلاف المجرمين والهاربين من السجون وتنفيذ الأحكام، ولم تنس القوات المسلحة في ذلك القيام بتأمين جميع السجون ومديريات الأمن ومعسكرات الأمن المركزي، قامت أيضا القوات المسلحة خلال ثورة يناير العظيمة وابتداء من يوم 29 يناير 2011 بتسيير مئات الدوريات لتأمين شوارع وأحياء القاهرة ومختلف المدن الكبري في أنحاء الجمهورية بالاضافة الي الدوريات المدفوعة من الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية، وفي التوقيت نفسه تم تعبئة جميع وسائل النقل لتأمين ونقل السلع الاستراتيجية من المواني الي جميع المحافظات، وضمانا لاستمرار توفير السيولة النقدية بالبنوك ومنافذ البريد بجميع أنحاء الجمهورية تحملت القوات المسلحة مهمة تأمين ونقل وتوزيع الأموال من البنك المركزي الي البنوك الفرعية ومكاتب البريد بالمحافظات برا وجوا، كل ذلك يجب ألا ننساه أبدا كما لا يجب أن ننسي أيضا البيان رقم 1 للمجلس الأعلي للقوات المسلحة عندما اجتمع بدون مبارك يوم 10 فبراير 2011 وقرر انحيازه للشعب مما كان له أبلغ الأثر السييء عند مبارك شخصيا وكان السبب المباشر في التعجيل باتخاذ قرار التنحي، ان القوات المسلحة ومجلسها العسكري العظيم قد قاموا بحماية مصر كما ينبغي أن تكون الحماية لذلك استحقوا من جميع المصريين كل الشكر والاحترام والتقدير، واستحقوا من قبل ذلك شهادة خالدة من خير الأنام بأنهم خير أجناد الأرض .